خبير سياسي: تصويت المصريين بالخارج مؤشر على مشاركة داخلية واسعة

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن الكثافة التصويتية للمصريين في الخارج في انتخابات مجلس النواب تمثل رسالة دعم وثقة كبيرة للدولة المصرية ومؤسساتها، مشيراً إلى أنها تعكس وعياً عميقاً بحجم التحديات التي تواجه البلاد وتعتبر مؤشراً إيجابياً على حجم المشاركة المتوقع في الداخل.
رسالة ثقة ودعم.. قراءة في تصويت الخارج
واعتبر سلامة في حواره ببرنامج الحياة اليوم، بقناة الحياة، مع الإعلامية لبنى عسل، أن المشاهد التي شهدتها السفارات والقنصليات المصرية حول العالم على مدار يومي التصويت تكشف عن حقائق مهمة، قائلاً: "أولاً، أنا أعتبر أن الكثافة التصويتية هي رسالة دعم كبيرة جداً للدولة المصرية ومؤسساتها، وثقة كبيرة جداً في مؤسسات الدولة". وأضاف أن هذه المشاركة، خاصة في الدول الأوروبية، تمثل دعماً للسفارات المصرية التي تعرضت مؤخراً لهجمات، مؤكداً أن هذه الكثافة تقول للعالم إن "المصريين موجودين وقادرين أن يحموا ويعبروا عن رأيهم ويمارسوا حقوقهم وواجبهم الوطني".
وأوضح سلامة أن هذه المشاركة الواسعة تكتسب أهميتها من كون مصر أصبحت "براند" في الإعلام الدولي، حيث يتابع العالم باهتمام الأحداث الكبرى فيها، بدءاً من القمم الدولية وصولاً إلى هذا الاستحقاق الدستوري الهام.
مؤشرات على مشاركة داخلية واسعة.. والوعي كلمة السر
ورداً على سؤال حول انعكاس تصويت الخارج على الداخل، قال الدكتور سلامة إنها "مؤشرات طمأنينة" توحي بأن المصريين في الداخل سيقبلون أيضاً على اللجان الانتخابية. وتوقع أن تتجاوز نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مثيلتها في عام 2020 (التي كانت حوالي 28-30%)، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب أهمها: "زيادة وعي المصريين، واتساع قاعدة بيانات الناخبين بدخول أجيال جديدة من الشباب، فضلاً عن ثقة الناخب في أن صوته سيصل لمن يختاره بالفعل بفضل الإجراءات التي تتخذها الدولة".
وأشار إلى الأهمية الاستثنائية للمجلس النيابي القادم (2025-2030)، حيث سيقع على عاتقه متابعة تحقيق "رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030" والتعامل مع قضايا وطنية كبرى، مما يدفع المواطنين لاختيار نواب أكفاء وقادرين على تحمل هذه المسؤولية.
نقد للأحزاب السياسية.. ضرورة التواجد في الشارع وبناء الكوادر
وفيما يخص دور الأحزاب السياسية، شدد سلامة على أن المطلوب من الأحزاب هو "أن تكون في الشارع ولها قاعدة شعبية حقيقية"، منتقداً ظاهرة ظهور مرشحين لا يعرفهم الناس إلا وقت الانتخابات.
وأكد أن على الأحزاب مسؤولية كبيرة في بناء كوادرها السياسية عبر ما يُعرف بـ"التجنيد السياسي" لتكون جاهزة للمنافسة في كافة الاستحقاقات، بدلاً من البحث عن مرشحين في اللحظات الأخيرة.
وأضاف أن الأحزاب يجب أن تعمل على تعزيز ديمقراطيتها الداخلية وتداول السلطة، وأن تقوم بدورها الأساسي في التثقيف السياسي والتواصل المستمر مع المواطنين "طوال الوقت، وليس فقط في موسم الانتخابات". واعتبر أن التحالفات الانتخابية خطوة عملية لحصد الأصوات، لكنها تظل تحالفات انتخابية وليست سياسية، حيث يعود كل حزب لمبادئه بعد انتهاء الانتخابات.

