محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة ومفتي الجمهورية يشهدون مؤتمر عيد العلم

شهد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية و الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة وفضيلة الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية مؤتمر عيد العلم السادس عشر لجامعة المنصوره وتكريم المتميزين من العلماء والباحثين فى مختلف المجالات والتخصصات البحثية من أبناء جامعة المنصورة من داخل قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، ورؤساء الجامعة السابقين ورؤساء الجامعات الخاصة والأهلية، ونواب رئيس جامعة المنصورة الحاليين والسابقين، وعمداء الكليات، ولفيف من العلماء والباحثين.
محافظ الدقهلية جامعة المنصورة قلعة شامخة للعلم
وقال اللواء " طارق مرزوق " خلال كلمته أن جامعة المنصوره قلعة شامخة من قلاع العلم فى وطننا الغالى، التى لطالما كانت عنوانًا للريادة، ورمزًا لما تمتلكه مصر من عقولٍ قادرةٍ على التغيير وصنع الفارق، وإن الوقوف على أرض هذه الجامعة العريقة يملأ القلب فخرًا، ويبعث فى النفس طاقةَ أملٍ متجددة، لأننا هنا أمام معقلٍ من معاقل الإبداع المصرى الذى تجاوز حدود المحلية إلى آفاق العالمية، فهذه الجامعة لم تكن يومًا مجرد مؤسسةٍ تعليمية، بل كانت وستظل منارةً للفكر، ومصنعًا للعقول، وواحةً للتميز والابتكار.
كما قال " المحافظ " نحتفل اليوم بعيد العلم السادس عشر، نحتفل بالجهد والإنجاز، نحتفل بمن جعلوا من عقولهم مشاعلَ تضيء طريق الوطن نحو المستقبل، ونكرّم نخبةً من أبناء جامعة المنصورة الذين أثبتوا أن العلم فى مصر لا يشيخ، وأن العقول المصرية لا تعرف المستحيل، هذا التكريم ثمرةُ جهدٍ متواصلٍ، وإيمانٍ راسخٍ بأن العلمَ رسالةٌ ومسؤوليةٌ وأمانةٌ تُؤدّى بإخلاصٍ وإتقان.
وأشار "مرزوق" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أدرك أن العلم هو القاطرة التى تقود التنمية
والمحرّك الأساسى لكل نهضةٍ حقيقية، فدعم البحث العلمى ورعى الموهبين والمتميزين، وجعل ذلك خيارًا وطنيًّا ثابتًا لا يتغيّر، ومنهجَ دولةٍ تُدرك أن بناءَ الإنسان هو أساسُ بناء الأوطان.
تكريم العلماء بجامعة المنصورة
وأكد " المحافظ " على أن المكرمون اليوم ليسوا مجرد أسماء تذكر فى محافل العالم بل قدوات ملهمة لكل طالب وطالبة ولكل شاب، يحلم بأن يكون لعلمه أثرٌ فى مجتمعه ووطنه، وجامعة المنصورة وما تزال نموذجًا للريادة بعقولها المضيئة وباحثيها المبدعين، وما هى إلا صفحةً مضيئةً فى كتاب الجامعات المصرية.
كما أكد " مرزوق " على أن مفتى الجمهورية بجهوده الدعوية والعلمية يرسخ قيم الوسطية والاعتدال، ويؤكد أن الدينَ والعلمَ جناحانِ متكاملانِ فى بناء الإنسان، وأن النورَ الحقيقى هو نورُ الإيمان والعلم معًا فى خدمة الوطن والإنسانية، موجها الشكر له على حضوره المشرف وفكره الوسطى المعتدل، كما وجه الشكر لرئيس جامعة المنصورة على قيادته الواعية وجهوده المخلصة فى ترسيخ ثقافة الابتكار وتشجيع البحث العلمى.
كما قال " المحافظ " العلماء والباحثون هم شركاء المحافظة فى مسيرة التنمية، وسنعمل معًا على مدّ جسور التعاون بين الجامعة والأجهزة التنفيذية عبر مبادراتٍ ومشروعاتٍ تُحوّل نتائجَ البحث العلمى إلى حلولٍ واقعيةٍ تُسهم فى تحسين جودة الحياة، وخدمة المواطن، وبناء الإنسان المصرى على أسسٍ من المعرفة والابتكار.
وخاطب " مرزوق " العلماء والباحثون قائلًا أيها العلماء والباحثون مبارك لكم هذا التكريم فأنتم رأس المال الحقيقى لمصر وثروتها التى لا تنفذ، استمرّوا فى رحلتكم مع العلم، فالعلمُ لا يعرف نهايةً ولا اكتفاء، بل هو سفرٌ دائم نحو مجدٍ أعظم.
رئيس جامعة المنصورة يرحب بالحضور
ومن جانبه رحّب الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، بالحضور، مؤكدًا أن عيد العلم أصبح يومًا مضيئًا فى تاريخ الجامعة، ورمزًا متجدّدًا للاحتفاء بالعلم والعطاء والإبداع؛ فنحن نكرّم فيه أبناء الجامعة الذين حملوا رايتها فى ميادين البحث والابتكار، فكانوا خير سفراء لها فى كل محفل علمى محلى ودولى.
وأكَّد رئيس الجامعة أن العلم هو الاستثمار الحقيقى وسلاح الأمم فى بناء مستقبلها، وأن الجامعات المصرية يقع على عاتقها اليوم مسؤولية مضاعفة لمواكبة التطور العالمى السريع فى مجالات المعرفة والتكنولوجيا.
وأوضح أن جامعة المنصورة كانت وستظل نموذجًا رائدًا للجامعة المصرية القادرة على المنافسة عالميًّا، والمتمسكة برسالتها فى خدمة الوطن والإنسان، مشيرًا إلى ما حققته من تقدم ملحوظ فى التصنيفات الدولية، وتصدّرها الجامعات المصرية فى عدد من المجالات الطبية والعلمية، وارتفاع معدلات النشر الدولى فى مجلات مرموقة، وازدياد مشروعات التعاون الدولى والتمويل البحثى، بفضل جهود علمائها وباحثيها الذين يمثلون الثروة الحقيقية للجامعة.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر إلى اللجان التنظيمية بقيادة الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، مشيدًا بعطائه المتميز فى دعم منظومة البحث العلمى وتدويل الجامعة، ومؤكدًا أن عيد العلم ليس نهاية طريق، بل بداية جديدة لمشوار أطول من التميز والعطاء.
مفتى الجمهورية يؤكد على أهمية العلم وأهله
ومن جهته أكد فضيلة الدكتور نظير عيّاد أن هذا اللقاء يُعد واحدًا من اللقاءات المهمة التى جاءت فى وقتها؛ لأنه يكشف عن جلال العلم وقدر العلماء، ويؤكد أهمية العناية بالعلم وأهله.
وأضاف فضيلته أن العلم فى التصور الإسلامى جوهر من جواهر الإيمان لا ينفصل عنه، بل يكمله؛ فالإسلام لا ينظر إلى العلم على أنه زينة دنيوية فحسب، بل يراه عبادة يتقرّب بها العبد إلى ربه.
وأوضح أن الوحى الشريف ربط بين نور العلم ونور الهداية، فكانت أولى آيات القرآن الكريم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ﴾، وهو أمر بالقراءة والتعلّم حتى يستقر فى الوجدان أن العلم مفتاح النهضة، وأن الدين يقوم على الفهم الرشيد والوعى العميق والتفكير المستنير.
وأضاف أن العالم اليوم يشهد تطورًا سريعًا فى مجالات العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، ما يفرض واقعًا جديدًا يتطلب انفتاحًا راشدًا من منظور إسلامى، مشيرًا إلى أن الأمة التى تطمح إلى أن يكون لها مكان فى مستقبل الإنسانية لا بد أن تجمع بين أصالة الدين وقوة العلم، وبين نور الوحى ومنهج العقل.
واختتم فضيلة المفتى كلمته مؤكدًا أن الاحتفال بيوم العلم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو يوم من أيام الله التى ينبغى التذكير بها؛ فالعلم فى جوهره عبادة، والعمل به رسالة، والتوجّه لخدمة الإنسان مقصد شرعى وواجب وطنى.
والجدير بالذكر أنه خلال الاحتفال كرّمت الجامعة (77) عالمًا وعضو هيئة تدريس وهيئة معاونة من الحاصلين على جوائز الدولة بمختلف فئاتها (النيل، والتقديرية، والتشجيعية، وجوائز المرأة)، وجوائز الهيئات والأفراد، وجوائز الجامعة التقديرية والتشجيعية للتفوق العلمى، فضلًا عن الحاصلين على درجة دكتوراه العلوم، وأفضل الرسائل لدرجتى الماجستير والدكتوراه، والفائزين بالجوائز البحثية الخارجية، وكذلك أفضل الأقسام العلمية.
واختُتمت فعاليات الاحتفال بمراسم تكريم العلماء والمبدعين، وتسليم دروع الجامعة وشهادات التقدير للمكرَّمين، والتقاط الصور التذكارية وسط أجواء من الفخر والاعتزاز والروح الأكاديمية الرفيعة.

