بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أهمية النوم لمرضى السكر.. ماذا يحدث فى جسمك عندما يختل نومك

أهمية النوم والنظام الغذائى والنشاط البدنى لمرضى السكر
شيماء خالد -

بينما يحرص معظم المصابين بمرض السكري من النوع الثاني على ضبط طعامهم ومتابعة أرقام سكر الدم بانتظام، يغيب عن أذهان كثيرين عامل آخر لا يقل أهمية عن النظام الغذائي أو الدواء، وهو النوم.وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن اضطراب النوم يعدّ من المؤثرات الأساسية في التحكم بالسكر، حيث يغيّر طريقة استجابة الجسم لهرمون الأنسولين، ويؤثر على الشهية، والوزن، والمزاج، وكلها عناصر تتشابك في دائرة واحدة تدور حول توازن سكر الدم.

عندما يختل نومك... يختل سكر الدم أيضًا

النوم ليس مجرد فترة راحة للجسد، بل هو مرحلة تنظيم دقيقة تنخفض خلالها معدلات ضربات القلب وضغط الدم، وتستعيد الخلايا نشاطها الحيوي. وعندما تقل ساعات النوم عن المستوى المطلوب — أي أقل من سبع ساعات — يبدأ الجسم في إنتاج هرمونات توتر كالكورتيزول، مما يضعف استجابة الخلايا للأنسولين.

هذه المقاومة الهرمونية تجعل الجلوكوز يتكدس في الدم بدلاً من دخوله إلى الخلايا، فتظهر تقلبات غير متوقعة في سكر الدم. وقد أظهرت دراسات متعددة أن النوم الزائد أيضًا (أكثر من تسع ساعات) قد يكون ضارًا بنفس القدر، إذ يرتبط بخلل في الهرمونات المسئولة عن التمثيل الغذائي.

تفاعل مزدوج بين السكر والنوم

ارتفاع سكر الدم نفسه قد يكون سببًا مباشرًا في اضطراب النوم. فحين ترتفع مستويات الجلوكوز، يزداد إدرار البول أثناء الليل، مما يقطع دورة النوم ويقلل من عمقها. وفي المقابل، انخفاض السكر أثناء النوم قد يسبب تعرقًا، أو كوابيس، أو قلقًا مفاجئًا يؤدي إلى استيقاظ متكرر، أي أن العلاقة بين الطرفين متبادلة التأثير: نقص النوم يزيد اضطراب السكر، واضطراب السكر يضعف النوم.

توقف التنفس أثناء النوم: خطر مضاعف لمرضى السكري

يُعدّ انقطاع التنفس الليلي أحد أكثر المشكلات شيوعًا بين المصابين بالسكري من النوع الثاني. هذه الحالة، التي يتوقف فيها التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، تؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم، مما يدفع الجسم لإفراز مزيد من الأدرينالين وهرمونات الإجهاد.

النتيجة؟ ارتفاع متواصل في سكر الدم وصعوبة أكبر في السيطرة عليه.

ويشير الأطباء إلى أن استخدام أجهزة الضغط الهوائي المستمر (CPAP) أثناء النوم يمكن أن يحسّن كفاءة التنفس ويُقلل من هذه النوبات الليلية، وهو ما ينعكس إيجابًا على انتظام مستويات الجلوكوز.

كيف تؤدي قلة النوم إلى زيادة الوزن؟

الهرمونات التي تتحكم في الشهية تتأثر مباشرة بنوعية النوم. فقلة النوم تُقلل إفراز هرمون اللبتين المسئول عن الإحساس بالشبع، وتزيد من إنتاج الغريلين الذي يثير الجوع، مما يجعل الشخص أكثر ميلًا لتناول السكريات والنشويات في اليوم التالي.

هذا النمط الغذائي المرهق يؤدي إلى زيادة الوزن، وهو عامل رئيسي في تفاقم مقاومة الأنسولين، ووفقًا لتقرير Everyday Health، فإن من ينامون أقل من ست ساعات يوميًا يستهلكون نحو 300 إلى 400 سعر حراري إضافي مقارنة بمن ينالون قسطًا كافيًا من النوم المنتظم.

خطوات عملية لتحسين نوم مريض السكري

انتظام المواعيد: الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا يساعد الساعة البيولوجية على ضبط إيقاع الجسم.

الابتعاد عن الشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق القادم من الهواتف والأجهزة يؤخر إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يُطلق إشارة النوم.

نشاط بدني معتدل نهارًا: المشي المنتظم أو تمارين بسيطة قبل العشاء تُحسن من حساسية الأنسولين وتُسهل النوم.

تجنب الوجبات الثقيلة ليلًا: العشاء الدسم يرفع سكر الدم أثناء النوم ويؤثر على عمق الراحة.

إعداد بيئة مريحة: غرفة مظلمة ودرجة حرارة منخفضة تساعد الدماغ على الدخول في مراحل النوم العميق.

تخفيف الكافيين: تجنب القهوة والمشروبات المنبهة قبل النوم بثماني ساعات على الأقل.

توازن ضروري بين النوم والمائدة

الحفاظ على سكر الدم ليس معركة غذائية فقط، بل هو نظام متكامل تبدأ خيوطه من المائدة ولا تنتهي عند وسادة النوم. فكل ساعة نوم جيدة تساوي جرعة إضافية من التوازن الهرموني والاستقرار الجسدي، وتمنح المريض قدرة أفضل على مواجهة تقلبات السكر اليومية بثبات وهدوء.