الكاتب الصحفى محمود الشاذلي يكتب : اليوم الجمعة تعالوا نتعايش مع الصدق ونبتعد عن الهزل .

فالنستحضر الإنسانيه المفتقده بداخلنا ، والقيم التي تلاشت من واقعنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجمعه وفيه أتعايش مع الصدق ، مبتعدا عما يحدث من هزل ، منكفأ على الذات بعد أن وصلت لمنعطف هام أحيانا كثيره فيه أدرك أننى فى مرحله فارقه فى حياتى بعد إخضاع كل شيىء لمراجعات دقيقه ، حيث تغيرت أمورا كثيره فى الحياه ، وتبدلت بفعل واقع الحال ، ومرور السنوات ، وماإعترى أحوال البشر ، ورحيل أجيال عظام ، وقدوم أجيال جلهم مسخا بلا قيمه ، حتى أن النفس باتت تهتز من تصرفات الناس ، ويتملكها الأوجاع عندما تجد نظرات إستغراب من كثر عند التمسك بالمبادىء ، أو طرح الثوابت ، حتى أننى كثيرا ماأسأل نفسى أى مجتمع هذا يمكن فيه للإنسان أن يكون صاحب كلمه ، وحجه ، ومنطق ، ورؤيه ، والناس فى تيه .
كثيرا يهتز وجدانى ، وأدرك زلزالا طال كيانى خاصة فى لحظات المرض ، أو التعايش مع المحن حيث ينتاب الإنسان حاله من المراجعه لكافة أموره ، ومواقفه ، وأمور الناس ، والتأمل فى أحوال البشر ، وهكذا ألمس هذا عند أصحاب الضمائر الحيه ، خاصة البسطاء من أهالينا الطيبين ، وأدركه أيضا عند أصحاب النفوس الطيبه ، الصادقون فى مشاعرهم ، المحافظون على الموده والرحمه مع من حولهم ، الذين يبذلون عطاءا تتعجب منه النفس لأنه لله وفى الله ، فى زمن بات يتعجب فيه الإنسان عندما يدرك الكرام من كثرة من يقابلهم فى الحياه من الذين فقدوا حتى قيمة أن يتعايش الإنسان مع الإحترام ، زمن تصدر فيه المشهد فاقدى القدره على الفهم ، او حتى لديهم الحد الأدنى من الوعى ، الأمر الذى معه أصبح من الطبيعى أن تكون الدعوات لرب العالمين سبحانه صباحا ومساءا وكل الوقت أن يلهمنا رب العالمين سبحانه الصواب فى الأمر كله ، ويعيننا على تحمل سخافات البعض من البشر .
بعيدا عن الهزل الذى إنتعش فى واقعنا ، حبيب لدى أصيب بدور برد شغل كل كيانى ، وإستحوذ على أحوالى ، وقلب موازين إهتماماتى ، تحسن منه بفضل الله تعالى بعد رعب أن يكون ذلك نتيجة مرض عضال عافانا الله منه ، وآخرين بين مستشفى الفرنساوى الجامعى بطنطا ، ومستشفى طنطا العام ، ومعهد الأورام وحتى مستشفى بلدتى بسيون جميعهم فى وقت واحد يتعايشون الألم ، ولكل حكايته وظروفه ، وأحواله ، جميعا حامدين شاكرين رب العالمين راضين بقضائه عز وجل طالبين رحمته ، وأن يمن عليهم بالشفاء العاجل ، وآخرين من البشر تعج بهم مراكز الشرطة ، ويلجأون للجلسات العرفيه بحثا عن مخرج لمشاكلهم بعد أن إستنفذوا كل مراحل الشكاوى لدى المسئولين ، وهذا التدنى الخلقى الذى أصبح سمه بارزه على الفيس بوك وصل إلى حد السباب والشتائم والخوض فى الأعراض إنطلاقا من صراعات الإنتخابات ، جعلنا فى ذهول مما يحدث من البشر من ترديات كشف عنها العوار البشرى الذى أصبح يتعايش معه الإنسان .
خلاصة القول .. في هذا اليوم الطيب من أيام الله تعالى يتعين أن نستحضر الإنسانيه المفتقده بداخلنا ، والقيم التي تلاشت من واقعنا ، والموضوعيه التي باتت في خبر كان ، وندعو بإخلاص في السر والعلن أن يلهمنا الله تعالى الرشد في الأمر كله ، وأن يلهم قادتنا الصواب فيما يتخذونه من قرارات ، ويبعد عنهم فاقدى القدره على الفهم ، ويقرب منهم أصحاب العقل الراشد ، ويبعد عنهم مستشارى السوء خاصة الذين أخرجوا سيناريو مرشحى الشيوخ والنواب ليدمروا الأحزاب السياسيه ، ويقضوا على الحياه الحزبيه ، ويسحقوا إرادة الشعب ، ويقتلوا بداخلنا الحماس ، وكانوا سببا أن يعترينا الخجل أمام شعوب العالم ، الذين يتابعون مايحدث بشأن الإنتخابات ، حيث ينتابهم الدهشه لأن مايحدث لايعكس عراقة المصريين ، وعظمة حضارتهم ، الأمر الذى معه أصبحنا لانملك إلا الدعوات الطيبات لرب العالمين سبحانه أن يحفظ مصرنا الحبيبه أهلا ووطنا وشعبا وقاده من كل مكروه وسوء ، وأن يبعد عنا كل حاقد ومغيب ولايريد الخير للوطن ، وأن يعظم لدينا الفضائل ، ويقرب إلينا المخلصين ويبعد الحاقدين والمنافقين ، وأن يعافينا من شر الأشرار .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

