الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الدكتوره جيهان القطان سيده من مصر .

اليوم يوم الفخر بوطننا الحبيب حيث يشهد مساءا حدثا عالميا فريدا يتمثل فى إفتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُمثل أيضا حدثاً إستثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية ، ولعله من المناسب تناول نماذج فى هذا الوطن هى بحق فخر فى عصرنا الحديث ، ليستقر اليقين أن فى وطننا الغالى من هم أيقونة النجاح بصدق ، لعل فى القلب منهم الدكتوره جيهان القطان الذى يطيب لى أن أقول أنها سيده من مصر ، هذا على سبيل الفخر ، إنطلاقا من أن المرأه المصريه العظيمه على مر التاريخ هى عصب الحياه ، ومنطلق الإستقرار بالمجتمع ، وبها نتعايش مع الطمأنينه ، ونستشعر الأمان ، وتسود المحبه ربوع الكون كل تلك المعانى النبيله تصبح واقعا فى حياتنا لأنها ستربى أجيال على القيم والمبادىء والأخلاقيات ، لذا كان من الطبيعى أن البيت الذى يفتقد لعطاء المرأه يكون موحشا ، ولأنها الأم ، والأخت ، والزوجه ، والإبنه ، فهى كل الحياه . وتلك الرؤيه منطلقها إيمانى ، حيث أحاط الإسلام المرأة بسياج من الرعاية والعناية، وارتفع بها وقدَّرها، وخصَّها بالتكريم وحُسْن المعاملة ابنةً وزوجةً وأختًا وأمًّا، فقرَّر الإسلام أوَّلاً أنَّ المرأة والرجل خُلِقَا من أصل واحد؛ ولهذا فالنساء والرجال في الإنسانيَّة سَوَاء ، قال تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً..} [النساء:1]، وإنطلاقًا من هذه المبادئ، وإنكارًا لعادات الجاهليَّة والأمم السابقة فيما يخصُّ وضع المرأة ، قام رسول الله يدافع عن المرأة ويُنزلها المكانة التي لم تبلغها في حضارة ماضية ، ولم تُدْرِكْها في أُمَّة تالية ؛ حيث سنَّ للمرأة -كأمٍّ وأخت وزوجة وابنة- من الحقوق منذ أربعةَ عَشَرَ قرنًا ما تزال المرأة الغربيَّة تُصارِع الآن للحصول عليه، ولكن هيهات .
أبدعت المرأه العامله أيما إبداع ، بل تفوقت على رجال كثر فى وظائف عديده ، عايشت ذلك فى معترك الحياه ، وكثيرا ماكنت ألجأ إلى الحجه القانونيه الزميله الدكتوره آمال عثمان استاذ القانون الشهيره ووكيل مجلس الشعب السابق ، والذى تشرفت بزمالتها فى البرلمان ، فى أمور عده تتعلق بمشروعات قوانين رأيت كنائب من الأهمية التقدم بها للبرلمان ، وكذلك عندما كان يستعصى عليا فهم بعض مواد مشروعات قوانين سأناقشها بالبرلمان ، كانت فيها صاحبة رؤيه ، ومنطلق حجيه ليست قانونيه فحسب بل وحياتيه أيضا ، وحسب الواقع فى كل جيل تبرز المرأه القائده ، والرائده ، والمعطاءه ، والناجحه فى بيتها وعملها فنالت كل التقدير والتوقير والإحترام ، ليس أدل على ذلك من إدراك العطاء المتميز والأداء الفنى والإدارى المبهر للدكتوره جيهان القطان الذى يطيب لى القول أنها سيده من مصر فخرا بالمرأه المصريه ، وتعظيما لدورها الوطنى والمجتمعى ، هى نموذج متفرد فى العطاء ، ونجحت أن تكون على مسافه واحده من الجميع ، فكانت المرجعيه ، وأيقونة النجاح ، سيده تعرف مالها وماعليها ، وماهو دورها الحقيقى وتبدع فيه ، مخلصه فى عملها وتتمسك بأن تكون أحد أبرز منطلقات النجاح لمنظومة العطاء لمحافظنا المحترم اللواء أشرف الجندى ، وقبل ذلك محافظنا السابق المحترم الدكتور طارق رحمى .
قبل يومين وقفت فى مكتبها الذى خيم عليه الوحشه حائرا لأنها لم تكن به فإفتقد لزخم الحياه ، وإنتابنى قلق شديد لأن المتميزين هم من يتم إبعادهم عنا لتولى مواقع رفيعه ، وبقدر السعاده بذلك بقدر الألم لصعوبة إدراك من يشغل هذا الفراغ ، وأصبح قلمى حائرا فى كتابة الكلمات حيث أتناول إحدى القامات المجتمعيه والعلميه الرفيعه خشية أن يرحلوا عنا ، ظننت وبعد الظن دائما مايكون إثم أنه تم نقلها لمكان تستحقه مرجع ذلك صدور قرار بحركة قيادات محليه على مستوى الجمهوريه طالت كثيرين ، خاصة وأنها المديره الناجحه الحاصله على درجة الدكتوراه بإمتياز ، وصاحبة المدرسة المتفرده فى الإداره حيث تبدع فى التعامل الطيب مع الجميع بل إنها تكون على مسافه واحده حتى بين المتنافرين ، والمتنافسين ، لدرجة أنها تنال ثقتهم وتقديرهم جميعا ، ومعاون جيد لمنظومة العطاء بالمحافظه ، وإبنة الأصول حسبا ونسبا ، وأسره كريمه تشع من جنباتها السعاده لعل أحد الأسباب لهذه السعاده أن نسمات بلدتى بسيون تلاحقها ، ولى الشرف أن زاملت بالبرلمان أحد أبناء عائلتها الكريمه ، أخذت أتحسس الخطى دون إفصاح لعل القلب يطمئن لكن لم أجد إجابه اللهم إلا بعد أن غاص القلق فى وجدانى .
الحمد لله .. هكذا قلت حين أدركت أن الغياب الغير معتاد كان لتكريمها بالقاهره لحصولها المستحق على دبلوم صناعة القرار المبني على الأدلة من معهد التخطيط القومي – Institute of National Planning ومركز شمال أفريقيا لتطبيقات تحليل النظم (NAASAC) . وهذا لاشك يجسد رؤية علمية واعية تسعى لدعم التنمية المستدامة والحفاظ على هوية مصر الأصيلة فى أحد المجالات ، لذا كان من الطبيعى الذهاب إليها وتقديم التهنئه لشخصها الكريم ومعرفة التفاصيل ، فشخصها المتفرد ، ومثلها كل النماذج المشرفه فى هذا الوطن الغالى أرى أن الحفاظ عليهم من الواجبات ، وتناولهم من الضرورات ، ولهذا التناول دلاله عظيمه مؤداها أن هذا الوطن الحبيب بخير كيانا وقيادات وشعب ، بعد أن باتت النماذج المعطاءه من النوادر فى هذا الزمان ، ودائما ماتكون الدعوات الطيبات لرب العالمين أن يحفظ وطننا الغالى ، وأن يعلى من قدر الكرام .

