هيثم فتح الباب يكتب: رحلة إلى قلب التاريخ مع وزارة التربية والتعليم والمتحف المصري

حين تخطو أقدام طلابنا أرض المتحف المصري، فإنهم لا يزورون مجرد مبنى أثري، بل يسافرون عبر الزمن إلى عمق التاريخ، يعيشون بين الملوك والعلماء، ويستمعون إلى الحجارة وهي تروي حكايات المجد التي سطرها المصري القديم، حين صنع أول حضارة عرفتها الإنسانية.
لقد أدركت وزارة التربية والتعليم أن التربية الحقيقية لا تكتمل داخل الفصول وحدها، بل تبدأ حين يرى الطالب بأم عينيه عظمة أجداده، ويدرك أن كل درس في التاريخ هو امتداد لهويته وكيانه. ومن هذا الفهم المستنير، جاءت مبادرة الوزارة لتنظيم رحلات تعليمية إلى المتحف المصري بأسعار رمزية، لتحول كل زيارة إلى درس حيّ في الوطنية والانتماء، يغرس في نفوس أبنائنا الاعتزاز بالهوية المصرية.
في أروقة المتحف، يتأمل طلابنا كل قطعة أثرية تحمل عبقرية المصري القديم، فيتعلمون أن التفوق ليس مصادفة، بل ثمرة جهد وإصرار وإيمان بالوطن. يدركون أن ما صنعه الأجداد بالأمس، هم قادرون اليوم على صناعته من جديد بالعلم والعمل.
إنها رحلة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتجمع بين رسالة التعليم وروح الحضارة، بين المدرسة والمتحف، بين الطالب والإنسان المصري الذي لا يعرف المستحيل.
فلنُحيِّ وزارة التربية والتعليم على هذه المبادرة الراقية، ولنجعل من كل زيارة إلى المتحف المصري بداية جديدة لاكتشاف الذات وبناء الوطن.
تحيا مصر بعقول أبنائها... وبحضارتها التي لا تموت

