المتحف الكبير.. بوابة مصر إلى العالم وصرح يروي 7 آلاف عام من الحضارة

بعد انتظار دام عقودا، يوشك الحلم المصري على أن يصبح حقيقة، يقف المتحف المصري الكبير (GEM) عند بوابة الأهرامات كأيقونة معمارية وثقافية تمزج بين ماضي الحضارة العريق وروح العصر الحديث، إنه ليس مجرد متحف، بل مشروع وطني عالمي يعيد رسم خريطة الثقافة المصرية على الساحة الدولية، ويضع كنوز الفراعنة في موضعها اللائق أمام أنظار العالم.
في نوفمبر 2025، تفتح مصر أبواب أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة المتحف المصري الكبير ليعلن عن بداية فصل جديد في قصة الهوية المصرية.
ويقع المتحف على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة هائلة تبلغ 50 ألف متر مربع مخصصة للعرض المتحفي، ضمن مجمع معماري تصل مساحته الإجمالية إلى 81 ألف متر مربع.
هذا المشروع، الذي تأخر افتتاحه لسنوات بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية وأزمة الجائحة، يجسد إصرار الدولة المصرية على استعادة دورها الريادي في صون التراث الإنساني وتقديمه للعالم في أبهى صورة.
رؤية معمارية تنبض بروح الفراعنة
صمم المتحف مكتب هينيغان بنج الأيرلندي، بعد فوزه بمسابقة التصميم العالمية عام 2003، بمشاركة شركتي أروب وبورو هابولد البريطانيتين في أعمال الهندسة الإنشائية والخدمات.
وجاء التصميم في هيئة إسفين ضخم يتماشى مع محور الأهرامات العظمى، وتغطي واجهته الخارجية طبقات من المرمر الشفاف والحجر الجيري المصري والزجاج، في مزيجٍ يجمع بين الأصالة والحداثة.
أما التصميم الداخلي، فتمتد فيه قاعات العرض عبر 6 طوابق تربطها سلالم درامية توجه الزائرين في رحلة متدرجة من تاريخ مصر القديم حتى العصر الحديث، تنتهي في قاعة الملك توت عنخ آمون التي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922.
كنوز لا تقدر بثمن
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية، بعضها لم يعرض للجمهور من قبل.
ومن أبرز المعروضات:
تمثال رمسيس الثاني الذي استقبل الزوار في بهو المتحف منذ لحظة وصوله عام 2018.
مركب الملك خوفو الشمسي، الذي اكتُشف بجوار الهرم الأكبر، وهو من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
تماثيل سنوسرت الأول وعددها عشرة، نُقلت بعناية من المتحف المصري بالتحرير لتتألق مجددًا أمام زوار العالم.
ويقف المتحف المصري الكبير اليوم كـ أكبر صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين، وشاهد على عبقرية المصري القديم والمصري المعاصر معًا، إنه أكثر من مجرد متحف، إنه حوار بين الزمنين، بين عظمة الأهرامات التي تطل عليه، وروح الإبداع الحديث التي تسكن جدرانه، ليظل شاهدًا على أن مصر كانت ولا تزال قلب الحضارة النابض.

