رانيا حشمت تكشف فلسفة التصميم المعمارى للمتحف المصرى الكبير

قالت المهندسة الاستشارية رانيا حشمت، إحدى المتخصصات المشاركات في إعداد التصورات المعمارية للمتحف المصري الكبير، إن تصميم المتحف يمثل جسرًا فنيًا يربط بين عبقرية الماضي ورؤية الحاضر، من خلال توظيف عناصر مستوحاة من روح العمارة المصرية القديمة بأسلوب معاصر يعكس الهوية الحضارية لمصر.
وأوضحت فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن الفكرة الأساسية للتصميم تقوم على الخطوط البسيطة التي استخدمها المصريون القدماء في بناء المعابد والأهرامات، مع الحفاظ على التناسق البصري الذي يربط المتحف مباشرة بالأهرامات الثلاثة.
رمزية الموقع والارتباط البصري بالأهرامات
قالت المهندسة رانيا حشمت إن اختيار موقع المتحف عند هضبة الجيزة لم يكن صدفة، إذ جرى تصميم الواجهة الرئيسية بزاوية ميل تبدأ من سبعة أمتار ونصف وتنتهي عند سبعة وأربعين مترًا ونصف، بحيث يتصل الامتداد البصري بخط مستقيم يصل إلى هرم خوفو، مما يعمق الارتباط بين المتحف والحضارة المصرية القديمة.
وأضافت أن التصميم اعتمد على ألوان البيئة المصرية مثل الرملي والذهبي لتعزيز الانسجام بين المتحف ومحيطه الطبيعي.
المسلة المعلقة رمز للعظمة والتحدي الهندسي
أوضحت المهندسة رانيا حشمت أن المسلة المعلقة التي تزين مدخل المتحف تعد أول مسلة من نوعها في العالم، حيث يصل طولها إلى ستة عشر مترًا ويزيد وزنها عن مئة طن. وأشارت إلى أن تصميم المسلة تطلب حلولًا هندسية معقدة باستخدام أعمدة معدنية ضخمة وقواعد خرسانية لتحمل الوزن الهائل، مع تغليف الهيكل المعدني بخامة الجرانيت الأسود المحفور لتبرز الجمال المعماري. وأضافت أن المسلة تحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتزينها خريطة مصر منقوشة بعدة لغات كرمز للوحدة الحضارية.
الخامات المصرية تعكس هوية المكان
أكدت المهندسة رانيا حشمت أن تصميم المتحف اعتمد على استخدام خامات مصرية أصيلة مثل الجرانيت الوردي والأسود والرخام والأونكس المضيء الذي استخدمه المصريون القدماء في الزخارف والمجوهرات.
وأوضحت أن الأونكس يزين واجهة المتحف ويمنحها شفافية ضوئية تعكس لون السماء، فيما تتكامل الخامات لتمنح الزائر إحساسًا بأنه داخل امتداد طبيعي لهضبة الأهرامات، مشيرة إلى أن المدخل الهرمي الرئيسي يجسد مزيجًا من الأصالة والمعاصرة بروح فنية مصرية خالصة.
افتتاح عالمي يبرز عبقرية التصميم المصري
أكدت أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل تتويجًا لجهود آلاف المهندسين والفنيين الذين عملوا لسنوات طويلة ليخرج هذا الصرح في أبهى صورة تليق بالحضارة المصرية، مشيرة إلى أن الفخر الذي يشعر به المشاركون في المشروع يعكس روح الانتماء والإصرار التي ميزت مراحل التنفيذ.

