بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : مراجعه مع النفس منطلقها صفحات التاريخ .

محمود الشاذلى
-

يقينا .. التاريخ لايرحم لذا يتعين على الجميع في القلب منهم من يتصدرون المشهد السياسى ، كيانات وأفراد أن تكون منطلقاتهم نابعه من وطنيه حقيقيه ، وعطائهم يصب في صالح الوطن ، ومحاولة لإعادة التوازن للنفس ، وخروجا من منعطف الإستقطاب الإنتخابى ، وما حدث ويحدث من هزل طال العمليه الإنتخابيه ، وتنامى رأس المال الفاسد ، في وطن عظيم لايجب أن يوصم مرحله من تاريخه بتلك الخطيئه ، يطيب لى أن أقلب صفحات التاريخ لعلنا نستلهم العبر ، وذلك من خلال تناول القضايا برؤيه وطنيه ، لأن مصرنا الحبيبه فوق الجميع ، والتأكيد بلا مزايدات على أن الحرية ، وحقوق المواطنين ، وحرية الرأي والتعبير ، هي حقوق أساسية مرتبطة ببعضها البعض ، حيث أنهم هم أحد أركان حقوق المواطن في المجتمعات الحرة والديمقراطية ، وهي حقوق لكل إنسان تجعله من حقه إعتناق الآراء وتلقي ونقل المعلومات والأفكار بأي وسيلة ، ودون تقييد وفقًا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ومع ذلك فإن هذه الحريات ليست مطلقة ، ويجب ممارستها بمسئولية ، حيث تحظر القوانين الدولية والمحلية خطاب الكراهية ، والتحريض على العنف والتمييز ، يبقى أن الحريه المنشوده تلك الحريه التى تعظم مقدرات الوطن ، وتعلى الإراده الوطنيه ، وتنبذ فكر الكراهيه والبغضاء ، ويحدد الجنوح أو الجموح عنها القوانين المنظمه لذلك ، وليس الأهواء .

تلك الثوابت كان من الأهمية التأكيد عليها إنطلاقا من تناول أمر الإفراج عن علاء عبدالفتاح الذى روج له البعض بأنه مناضل ثورى بعد مناشدات محليه ودوليه ، وإضراب والدته عن الطعام ، الرائع أن منطلق الإفراج من القياده السياسيه كان له بعد إنسانى ، ومراعاة لظروف والدته المريضه وكبر سنها ، وهذا عمق الإرتياح فى النفوس ، وأكد على أن الدوله المصريه ليست بهذا الجبروت الذى نعتها به البعض فى فترات كثيره وفى مواقف عديده ، فى القلب منهم علاء عبدالفتاح نفسه ووالدته الأستاذه الجامعيه ، بل إن هذا الإفراج الذى أعقبه مشاركة علاء عبدالفتاح نفسه أيضا راقصات الرقص الشرقى أثناء الإحتفال بخروجه صب فى صالح الدوله المصريه .

نبهنا هذا الزخم الذى صاحب أمر الإفراج عن علاء عبدالفتاح لما تعرض ويتعرض له المصريين فى القلب منهم الشباب من تضليل من كل أصحاب القناعات والشعارات من الثوريين ، والمناضلين الحنجوريبن ، إلى بتوع ربنا الذين حرموا الإنتخابات ، ثم أباحوها عندما شاركوا فيها ، وجعلوا عدم الإدلاء بالصوت حرام ، ومعهم أصحاب الأفكار التى تنطلق من بعد دينى الذين تولوا الأمر فتره إكتشفنا فيها أنهم فاشلون بإمتياز ، حيث كانوا يديرونه كهواه ، وأدركنا أن الأوطان من الخطأ أن تدار من زاوية نهج الهواه ، نعم من الثوريين المناضلين الحنجوريبن الذين يتسابقون الٱن للطبل والزمر ، إلى بتوع ربنا الذين حرموا الإنتخابات وإعتبروها رجس من عمل الشيطان لذا يتعين إجتنابه ثم خاضوها ودخلوا البرلمان ومن بنطلون بدله قصير إلى بنطلون واسع ومرحرح ، وأصحاب الأفكار الذين أفهمونا أننا سنكون قطعه من باريس حال توليهم الحكم ، وإذا بنا لم نقترب حتى من أحراش أفريقيا حتى إستيقظ الشعب وأدركوا أنهم كانوا ضحية أوهام ، جميعا تحدثوا ومواقفهم المتناقضة والمنبطحه خلل فى القناعات فكان هذا التشرذم والصراعات فيما بينهم والبحث عن الغنائم ، وخروج قاده كبار مشاهير منهم ينعتونهم بالنقائص ، ويوصمونهم بالتخلف ، ليكشف القناع الزائف عن كثر منهم بعد أن سبق وأن صدروا لنا أنهم على قلب رجل واحد ويستطيعوا أن يقودوا العالم ، يبقى أن البسطاء والمخلصين والشباب هم ضحايا هؤلاء .

الٱن أقول بمنتهى الصدق جميعا فقدنا الصواب ، وتعرض كل منا لحاله من اللامعقول ، واللامفهوم ، والإقتناع بأن هؤلاء الشباب ماكان يحق لهم أن يتصدروا المشهد ، وأن نسمع لهم وأدركنا أن الأجهزه التى كثيرا ماتصدت لهؤلاء المخابيل كانت على صواب ، ومنطلقها الحفاظ على الوطن ، لذا يتعين أن يعتذر لهم شديد الإعتذار كل من ظن فيهم السوء ونعتهم بالظالمبن ، وأن محاولات صنع من هؤلاء الشباب الذى يفتقدون للفهم ، والوعى ، والإدراك ، أبطال باءت بالفشل .. شكرا جزيلا لكل من أدركناه من أصحاب الأفكار ، والآخرين الذين أتوا بالتصرفات التي تم الكشف عنها ، أثبت عظمة الاجهزه الأمنيه ، وحتميه وجودها ، والحفاظ عليها ، لحماية الوطن والمواطن ، أقول ذلك مرتاح الضمير شهادة للتاريخ نابعه من ضميرى ، يأتى أهميتها أننى لم أكن يوما من المطبلاتيه ، أو المنافقين وحملة المباخر ، بل كنت أظن أن هؤلاء الشباب يجب أن نمنحهم الفرصه ، ونستمع لهم ، ونعظم ما يقولون به لو كان صوابا ، ونتفاعل مع ماندركه من خلل صدر منهم لتصويبه ، كما يتعين على الباحثين فى الشأن السياسى دراسة ظاهره الأبطال الهلافيت ، والإنطلاق منها للتاريخ رصدا لمرحله هامه من الخداع مر بها الوطن .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .