بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

المكسيك تتحدى إسبانيا وتطالب باعتذار بعد 500 عام من الغزو

كلوديا شينباوم
الخارجي -

أعادت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إلى الواجهة الجدل التاريخي حول غزو إسبانيا للقارة الأمريكية، بعد أن جددت مطالبتها مدريد بتقديم اعتذار رسمي عن المذابح والانتهاكات التي رافقت الغزو في القرن السادس عشر.

وأكدت رئيسة المكسيك، مجددًا مطالبتها لإسبانيا بتقديم اعتذار رسمي عن غزو القارة الأمريكية قبل أكثر من خمسة قرون، في موقف يعيد إلى الواجهة الجدل الذي أثاره الرئيس السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور برسالته الشهيرة عام 2019 إلى الملك فيليبي السادس والبابا فرنسيس، والتي أدت حينها إلى توتر دبلوماسي بين البلدين.

وخلال مؤتمرها الصحفي الصباحي، قالت شينباوم: لقد كنت دائمًا متفقة مع طلب الرئيس لوبيز أوبرادور.. وما زلنا ننتظر الرد من إسبانيا، حسبما نقلت صحيفة الإكسبانثيون المكسيكية.

وأضافت أن العلاقات بين البلدين لم تُقطع رغم الخلافات، لكنها أقرت بوجود توترات اقتصادية بسبب تغييرات في القوانين الطاقية المكسيكية، التي أدت إلى انسحاب شركة إيبردرولا الإسبانية من البلاد.

وأوضحت شينباوم أن حكومتها تواصل العمل على إبراز عظمة الحضارات التي سبقت وصول الإسبان، بهدف تعزيز الوعي الثقافي لدى المكسيكيين والعالم.

ويأتي هذا الموقف بعد أيام من احتفال المكسيك بحصولها على جائزتي أميرة أستورياس لهذا العام، إحداهما لمتحف الأنثروبولوجيا الوطني والأخرى للفنانة جراسييلا إيتوربيدي، وخلال الحفل في إسبانيا، أعربت الأميرة ليونور دي بوربون عن رغبتها في زيارة المكسيك قريبًا، قائلة إنها تأمل في التجول في غابة تشابولتيبيك واستكشاف 3 آلاف عام من التاريخ.

وعند سؤالها عن تعليقها على رغبة الأميرة، أجابت شينباوم بابتسامة مقتضبة: سنرى.

ورغم موجة الانتقادات الإسبانية حينها، شددت شينباوم على أن العلاقات الثنائية ليست مقطوعة، لكنها أقرت بوجود توترات اقتصادية بعد خروج شركة إيبردرولا الإسبانية من السوق المكسيكية نتيجة إصلاحات الطاقة التي فرضتها الحكومة السابقة.

وقالت الرئيسة المكسيكية، نريد أن يعرف العالم أن المكسيك لم تبدأ مع الاستعمار، بل بالحضارات العظيمة التي سبقت الإسبان، مشددة على أهمية إعادة الاعتبار للإرث الثقافي والإنساني لشعوب المايا والأزتك.

ويرى محللون أن تصريحات شينباوم تعكس رغبتها في ترسيخ هوية وطنية مستقلة عن الإرث الاستعماري الإسباني، لكنها في الوقت نفسه تضع العلاقات بين البلدين أمام اختبار جديد قد يعيد فتح ملفات الماضي المؤلم.