الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب : المتحدث الرسمي .. والنكبة الكروية

بينما كان الأشقاء المغاربة «الشباب» يصولون ويجولون حول ملعب سانتياجو الوطنى وسط العاصمة التشيلية، فرحًا بالفوز بكأس العالم، سأل المذيع المصرى فى مداخلة تليفزيونية المتحدث الرسمى لوزارة الرياضة عن أسباب فوز المغرب بكأس الكون بينما خرجنا من الدور الأول للبطولة وسط حسرة الجماهير المصرية.
استوقفتنى تصريحات المتحدث خلال المداخلة، حيث اختصر الأزمة فى كلمتين «رحيل ميكالى» وكأن رحيل البرازيلى وراء عشوائية ما تدار به الكرة المصرية منذ سنوات سواء كانوا براعم وناشئين وشباب وكبار.. وأرجع المسئولية لاتحاد الكرة – بشكل غير مباشر- برئاسة هانى أبوريدة لإنهاء التعاقد مع ميكالى مدرب المتتخب الأولمبى - مع تولى المجلس المسئولية - وكان عقده ينتهى بنهاية أولمبياد 2028.
وإذا كان أبوريدة سببًا فى رحيل ميكالى، فالوزير المحترم الدكتور أشرف صبحى يتواصل شبه يومى مع أبوريدة، فلماذا لم يقنع الأخير باستمراره، رغم أن البرازيلى تعرض لإهانة قبل رحيله - حسب تصريحاته وقتها - وكاد يبكى حيث قال: طلب منى الاتحاد تخفيض المبلغ الذى يتقاضاه شهريًا وبالفعل قام بتخفيضه، ثم طلبوا منى تخفيض آخر للراتب، فشعرت أنهم يريدون «تطفيشى»، فكتبت شاكرًا الاتحاد وكل المسئولين عن المنظومة مع الاعتذار عن عدم الاستمرار فى المهمة احترامًا لنفسى، ولصعوبة العمل فى هذه الأجواء حتى لو تم تخفيض المبلغ مرات أخرى!
المتحدث، حاول "مراوغة المذيع" والابتعاد عن مناطق الألغام لغياب الردود المقنعة، ومن الصعب أن يعترف بوجود أخطاء فى المنظومة، مثل أى مسئول سواء على الهواء أو بالغرف المغلقة، بين موظفيه أو قادته، حال الجد أو الهزل، لن يعترف بوجود أزمات فى وزارته أو مؤسسته أو الهيئة التى يتولى قيادتها "كله تمام وزى الفل"! وهذه أحد أسباب ابتعاد مصر عن المكانة اللائقة مثل الدول التى كنا نتندر عليها وباتت أكبر من مساحتها وجغرافيتها فى كل المجالات!
واستطرد المتحدث بأن الوزير يتواصل مع أبوريدة لتطوير المنتخبات، وكأننا كنا نتتظر فوز الأشقاء بالمونديال لنتذكر النهوض باللعبة!
احتفلنا فى استاد القاهرة حتى الفجر بحضور أشهر المطربين المصريين لأننا تأهلنا للمونديال.. ولم نفز به أو ندرك حتى ثمن النهائى، فى مجموعة تضم جيبوتى وسيراليون وإثيوبيا، ولم تحتفل المغرب الفائزة بكأس العالم مثلما فعلنا، تحجيم الطموح يقتل الابتكار والإصرار والتفوق إلا إذا كنا نريد «الشو»
ورفع المعنويات المُثبطة وأننا مبتكرون وقادرون ومتفوقون!
باختصار.. غياب المشروع القومى للنهوض باللعبة وراء الانتكاسة، نقطة تحول المغاربة الفكر العلمى وكلمة السر"أكاديمية محمد السادس لكرة القدم" التى أفرزت موهوبين، وبرنامجًا وطنيًا لتطوير الناشئين بالأندية يشمل 14 ناديًا ومراكز التكوين الفيدرالية.
الأكاديمية والمراكز تفرغ الموهوبين للمنتخبات الواعدة فى المراحل السنية المختلفة، ودوريات أعدت وخطط لتكون قوية، دستورها الشفافية والعدالة، ولوائحها الناجزة الحازمة تطبق على الجميع وليس فقط على "الأندية الغلبانة" المفتقرة للقاعدة الجماهيرية ولاتمتلك أسلحة السوشيال الفتّاكة!
خطوات تحتاج غربلة وشخصيات قادرة على التنفيذ قبل وضع اللوائح والقوانين وخطط النهوض.. النكبات ليست سوء نتائج فقط وإنما عشوائيات وضل الطريق.. والأخيرة مقدمات تؤدى لنهايات مُبكية!
كاتب المقال صبري حافظ مدير تحرير جريدة الوفد المصرية

