أبو شامة: مصر تقود المشهد الإقليمي بوعي سياسي وتفكير استراتيجي متوازن

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن الجيش المصري يقف خلفه 100 مليون مواطن، مشددًا على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها وأجهزتها تعمل بوعي شديد في إدارة ملف الحرب وملف السلام على حد سواء.
وقال أبو شامة، خلال لقائه ببرنامج «مساء DMC»، إن الخطة التي تم التوافق عليها مؤخرًا بين الأطراف المعنية بالصراع تمثل مبادئ عامة نجحت في جمع مواقف متعددة ومتناقضة حول طاولة واحدة، مضيفًا أن المكسب الحقيقي هو التوافق الدولي والعربي الواسع بقيادة مصر والولايات المتحدة وعدد من القادة نحو وقف الحرب وبدء خطوات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح أن المشهد الحالي يتسم بـ"سيولة فكرية وتفاوضية"، مع وجود عدة سيناريوهات قيد الدراسة من جميع الأطراف، محذرًا من أن الجانب الإسرائيلي يحاول استدراج المفاوضات إلى تفاصيل معقدة لإرباك المشهد وتجميد المكاسب.
وأشار أبو شامة إلى أن مصر تتحرك بثلاثة مسارات متوازية؛ أولها تثبيت وقف إطلاق النار باعتباره الأكثر صعوبة وتعقيدًا، وثانيها ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وثالثها الإعداد لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده في نوفمبر المقبل، مؤكدًا أن القاهرة تعمل وفق فلسفة "الخطوة للأمام" دون التوقف أمام تفاصيل قد تُعطّل التقدم نحو الاستقرار.
وتابع أبو شامة أن الخبرة المصرية التراكمية في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي تُمكّنها من إدارة الملف بحنكة، مؤكدًا أن إسرائيل اعتادت استغلال التفاصيل لإضاعة الوقت وكسب مكاسب سياسية مؤقتة، لكن الدولة المصرية تبقى يقظة ومتماسكة في مواجهة تلك المحاولات.
وحول الموقف الأمريكي، أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تبحث عن انتصار سياسي في الشرق الأوسط بعد إخفاقاتها في ملفات أخرى مثل أوكرانيا، مؤكدًا أن ترامب يحاول تحقيق إنجاز جديد في المنطقة، لكن خلاف المصالح مع نتنياهو بدأ يظهر بوضوح.

