تحفيز الدماغ.. تقنية جديدة لعلاج الصرع غير المستجيب للأدوية

طورأطباء وباحثون في جامعة بيتسبرج الأمريكية، علاجًا جديدًا لمرضى الصرع الذين لا يستجيبون للأدوية ولا يصلحون للجراحة، يعتمد على تحفيز الدماغ العميق (DBS) ، والمصمم خصيصًا ليناسب طبيعة كل مريض.
ووفقا لموقع "Medical xpress"، نقلا عن مجلة Nature Communications ، يصيب الصرع أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، ولا يستجيب حوالي ثلثهم للأدوية، وتحدث النوبات لدى البعض في أجزاء من الدماغ تتحكم في وظائف أساسية، مثل الكلام والحركة والرؤية، ولا يمكن إزالتها بأمان.
ولقد ساعدت أجهزة تنظيم ضربات القلب في الدماغ، والتي ترسل نبضات كهربائية صغيرة إلى الجزء الأوسط من الدماغ المسمى المهاد، بعض المرضى، لكن تأثيرها كان ضئيلاً على آخرين.
تفاصيل الدراسة
وقالت الباحثة الرئيسية أريانا داميانى، إن العلاج الحالي المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يستهدف جزءًا واحدًا فقط من المهاد، وهو النواة الأمامية، موضحة أن التحفيز الكهربائي للدماغ سيكون أكثر فعالية فى حالة استهداف المنطقة المحددة من المهاد، والتي ترتبط بشكل أقوى بمناطق النوبات في القشرة المخية .
قام فريق البحث، الذي يضم أطباء وعلماء أعصاب ومهندسين بيولوجيين، بإنشاء خرائط مفصلة لنشاط النوبات لدى 41 مريضًا يعانون من الصرع المقاوم للأدوية، وباستخدام التصوير المتقدم وتسجيلات الدماغ، تمكن الباحثون من توضيح الروابط الدماغية بين المناطق المعرضة للنوبات في القشرة المخية للمرضى، وهي الطبقة الخارجية من أدمغتهم، ومواقع مختلفة في المهاد، وهو بنية دماغية عميقة تقع في المركز الطوبوغرافي للرأس.
نتائج الدراسة
عندما حفّز الفريق كهربائيًا منطقة المهاد الأكثر تطابقًا مع نشاط النوبات في القشرة الدماغية، شهد المرضى انخفاضًا ملحوظًا في عدد النوبات وشدتها، وفي مجموعة المرضى الذين تلقوا غرسات طويلة الأمد، انخفض متوسط النوبات لدى المرضى الذين استخدموا استهدافًا شخصيًا بنسبة تقارب 90%، وتعافى بعضهم من النوبات لأشهر متتالية.
وفي دراسة سابقة، استخدم الفريق البحثى تقنية تحفيز الدماغ العميق المُستهدف للمهاد لاستعادة حركة الذراع لدى مرضى مصابين بشلل جزئي، ناتج عن إصابات دماغية رضحية وسكتة دماغية، و يعتقد الباحثون أن هذا النهج المُستهدف الدقيق يُمكن استخدامه لعلاج حالات أخرى، بما في ذلك الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب أو الإدمان.