بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : بالحق أقول بشأن واقعنا السياسى والمجتمعى وعلى الله قصد السبيل .

محمود الشاذلى
-

بلا مزايده .. جميعا نعشق وطننا الغالى ونفتديه بأرواحنا ، أغلبيه ومعارضه ومستقلين ، يبقى لتعظيم ذلك يتعين أن نعمق المصداقيه في نفوسنا ، ونجعل الإنسانيه واقعا فى حياتنا ، ونحتضن البسطاء والفقراء والمهمشين وذوى الحاجه ، وقبلهم أسيادنا من المرضى ، ونشحذ الهمم ، ونبث لديهم طاقه إيجابيه حتى نستطيع جميعا التصدي لكل عوامل التردى التى باتت سلوكا في تعاملات الناس ، ونهجا لموظفين كثر بدولاب العمل الإدارى وكذلك قيادات محليه ، عمقها تلك الحاله من فقدان الفهم لما يجرى ، وتلك الرحرحه في التصدي لزيادة أسعار السلع والخدمات ، أو ردع المخالفين ، حتى باتت المخالفات من الطبيعى أن نتعايش معها ، الأمر الذى معه كان جعل هذا الهدف النبيل واقعا مسئولية كل المجتمع في القلب منهم الأحزاب السياسيه جميعها المحسوبه على السلطه ، والمصنفه معارضه وطنيه ، والمستقله ، وأصحاب الفكر والرأى ، والصحافه والإعلام ، ومؤسسات المجتمع المدنى ، والجمعيات الخيريه .

ألمس تحرك إيجابى من الأجهزه المعنيه إنطلاقا من تلك الغايه النبيله ، وهذا أمر رائع ، لأنه يكبح جماح مسئولين كثر فقدوا القدره على الفهم والوعى والإدراك بأهمية التلاحم من قضايا الناس ، والتخفيف عنهم ، وإحترامهم ، يقينا لم أجد تحرك من الأحزاب السياسيه ، وكنت أتمنى أن تعظم تلك الأحزاب لديها هذا التوجه النبيل لخلق رأى عام حقيقى وواقعى يلمس له الناس مردود إيجابى على حياتهم ، ويخفف عنهم المعاناه المعيشيه ، ويحدث إطمئنانا في حياتهم . أتصور أن تضع أمانات تلك الأحزاب فى المراكز والأحياء خاصة في محافظة الغربيه خطة عمل تعظم تلك الغاية النبيله بعيدا عن الإنتخابات وماشابها من هزل ، وتلك فكره جديرة بالتقدير والتوقير ، ولايختلف عليها منصف .

يجدر التنبيه أن خطة التحرك لتلك الأحزاب لرفع المعاناه عن المواطنين وتعظيم الاداء ، يجب أن تنطلق من مصداقيه حقيقيه وليس عبر شعارات ، وكلمات فضفاضه ، تقال في كل الإجتماعات وكأنه تم توزيعها عليهم ليرددوها ، مع أن لديهم من يتمتعون برجاحة عقل ، لو ترك لهم المجال سيطرحوا آراء وأفكار تتسم بالموضوعيه وقابلية التنفيذ ، وألا تتحول تلك الغاية النبيله إلى مكلمه ووصلات من الترحيب والثناء دون بحث أى مشكله والعمل على حلها ، أو قضيه جماهيريه تم التصدى لها ، أو رؤية تم تعظيمها ، لذا يتعين إستدعاء رؤساء المدن والأحياء للإجتماعات ليس لتقديم الشكر لهم بل لبحث أوجه القصور التي تتطلب المعالجه ، وفورا ودون إبطاء أو تزيد لعلنا نستطيع إحتواء الذين تاهوا في معترك الحياه من أهالينا الطيبين .

يجب أن يشارك فى تلك اللقاءات التى أجد ضرورة تدشينها أصحاب الخبره في كافة المجالات ، ورغم أننى كنت نائبا وفديا إلا أنه كان يتم دعوتى ونواب آخرين ليسوا أعضاء فى الحزب الوطنى لحضور مثل تلك اللقاءات المفتوحه التى كانت تعقد أسبوعيا بالمقر الرئيسى للحزب الوطنى بالقاهره بحضور جميع الوزراء ، هذا الحزب الذى نعتناه ورجالاته فى القلب منهم الوزير كمال الشاذلى بالنقائص ولم يتم إنصافهم تاريخيا إلا اليوم ، وكان يتم إحداث تقارب وحوار بين كل فئات المجتمع حول القضايا الحياتيه ، وهكذا كان يفعل فتره من الفترات صديقى العزيز معالى النائب محمد عريبى أمين الحزب بالغربيه ، وصديقى العزيز الدكتور عبدالرازق الكومى ، فى تلك اللقاءات أنجزنا كنواب المعارضه مواضيع كثيره وقضينا على مشكلات متعدده عبر حوار فاعل ومحترم لذا كان التقدير واجب لأصحاب هذا النهج فى القلب منهم الوزير كمال الشاذلى .

لكل هؤلاء .. أتصور أن قوة المنظومه الحزبيه مرهونه بإلتحام كل الأحزاب للتصدى لمعاناة المواطنين ، والقضاء على مشكلاتهم ، الأحزاب المحسوبه على السلطه وروافدها ، وكل الأحزاب وإفساح المجال أمام الجميع للعطاء الحقيقى ، وبذل الجهد لتنافس حقيقى ، بل إن غياب تلك الأحزاب وحصارها في مقراتها إضعاف حقيقى للحياه السياسيه ، ولاحزاب السلطه بل قد تكون شهادة وفاة لهم سياسيا ، كما أن العمل الجاد وسط الجماهير وتبنى قضاياهم أعظم تأثيرا من الكلمات الطنانه الرنانه ، لذا اتمنى أن تغادر كل الأحزاب قاعاتها المكيفة التى تتزين بها مقراتهم ، ويتوقفوا عن الكلام الفخيم في تلك اللقاءات ، وينزلوا الشارع ليتفاعلوا مع مشاكل الناس على الطبيعه ، بل سأكون أول المصفقين لهم كلما تواجدوا في المستشفيات لمساعدة أسيادنا المرضى المساكين ولو بدفع الرسوم الماليه المقرره للعلاج نيابة عنهم ، تلك الرسوم التى فرضتها الحكومه على العلاج بالمستشفيات خاصة بعد أن غض نوابهم الذين يمثلون الأغلبيه الطرف عن التصدى لذلك ، بإعتبارهم ممثلى الشعب ، وسيزداد التصفيق حين يتواجدوا بمواقف السيارات لتدبير سيارات لنقل الطلاب ، ويترددوا على مجالس المدن والأحياء لتيسير أمور الناس ، وحمايتهم من تغول الموظفين ، الذين يعذبون الناس ، وكذلك يتواجدون بمنافذ بيع الخضروات للتصدى للمهزله التى تتم على رؤوس الأشهاد والتى تتضمن ، إلقاء ماعلقوه من تسعيره مخفضه للخضروات والبيع بسعرمبالغ فيه وذلك عقب إنصراف المحافظ عند كل زياره ، دون أن يقول لهم أي أحد ذا صفه وظيفيه أو شعبيه عيب إختشوا دا لسه المحافظ عندنا .

أثق فى كل المعنيين بتلك القضايا أنهم سيتفهمون ماطرحت ، وسيضعونه محل إعتبار ، وحيز التنفيذ ، ولن يلتفتوا لمن سيقول لهم من الحواريين سيبكم من أى آراء ، نحن الوحيدين الذين نملك الفهم والوعى وصك الغفران ، وعصا سليمان ، يعلم الله أن الغايه نبيله هى الحفاظ على هذا الوطن الغالى وتعميق اللحمه الوطنيه ، وتغليب الإراده الوطنيه إذا تعارضت مع الإنتماء الحزبى ، واليقين أن هذا النهج سيصوب مسار أى أداء ينطلق من البروباجندا ، وهذا الضجيج الفيسبوكى المزيف ، وعلى الله قصد السبيل .

الكاتب الصحفى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .