بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

في ذكرى رحيله.. محمد فوزي رجل البهجة وصاحب لحن النشيد الوطني الجزائري

محمد فوزي رجل البهجة
داليا فوزى -

تحل اليوم الإثنين 20 أكتوبر الذكرى الـ59 لرحيل الفنان محمد فوزي (1918 – 1966)، أحد أبرز رموز الموسيقى والسينما المصرية في القرن العشرين، وصاحب البصمة الخالدة في وجدان الجمهور العربي فقد جمع فوزي بين الموهبة المتدفقة، والابتكار الموسيقي، وروح البهجة التي ميزت أغانيه وأفلامه، ليظل حتى اليوم رمزا للفن الأصيل والإنسانية العميقة.

بدايات بسيطة

ولد محمد فوزي في قرية كفر أبو جندي بمحافظة الغربية، وكان الابن الحادي والعشرون من بين خمسةٍ وعشرين ابنا وبنتا، من بينهم شقيقتاه هدى سلطان وهند علام.

منذ طفولته، مال فوزي إلى الموسيقى والغناء، وبدأ يتعلم أصولها على يد أحد أصدقاء والده، ثم تأثر بأعمال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، فراح يقلدهما ويغني في الاحتفالات الشعبية ومولد السيد البدوي في طنطا.

بعد دراسته في معهد فؤاد الأول للموسيقى، قرر أن يشق طريقه بنفسه، فعمل في ملاهي القاهرة وفرقها المسرحية، حتى جاءت فرصته الكبرى مع المخرج محمد كريم الذي منحه أول أدواره السينمائية في فيلم «أصحاب السعادة»، ليبدأ بعدها رحلة صعود فني كبيرة جعلته من أهم نجوم الغناء والسينما في الأربعينيات والخمسينيات.

صاحب اللحن الخالد

تربع محمد فوزي على عرش السينما الغنائية والاستعراضية، وبلغ رصيده أكثر من 36 فيلمًا، من أبرزها «حبيبي وعينيه»، «شحات الغرام»، «تملي في قلبي»، و«ليلى بنت الشاطئ».

أما موسيقيا، فقد قدم أكثر من 400 أغنية تميزت بخفة الظل والبهجة، من بينها: «مال القمر ماله»، «وحشونا الحبايب»، «هاتوا الفوانيس يا ولاد»، و«ماما زمانها جاية»، التي لا تزال ترددها الأجيال الجديدة حتى اليوم.

لكن فوزي تجاوز حدود مصر والعالم العربي عندما لحن النشيد الوطني الجزائري «قسما» عام 1956، بناءً على طلب من قادة الثورة الجزائرية، ليصبح ذلك النشيد رمز للحرية والاستقلال، ويخلد اسمه في الذاكرة العربية إلى الأبد.

ضحية التأميم

لم يكن فوزي مجرد فنان موهوب، بل كان أيضا رائدا في مجال الإنتاج الفني فقد أسس عام 1958 شركة «مصرفون»، أول شركة عربية لإنتاج الأسطوانات في الشرق الأوسط، ونافست الشركات الأجنبية بأسعارها وجودة إنتاجها.

لكن بعد تأميم الشركة عام 1961 وتعيينه مدير لها براتب رمزي، عاش فوزي صدمة نفسية كبيرة كانت بداية تدهور حالته الصحية وإصابته بمرض نادر أطلق عليه الأطباء لاحقا اسم «مرض فوزي».

معاناة المرض

عانى محمد فوزي في سنواته الأخيرة من تليف الغشاء البريتوني الخلفي، وهو مرض غامض جعل وزنه لا يتجاوز 36 كيلوجراما. تنقل بين لندن وألمانيا للعلاج، لكن الطب حينها لم يجد له دواء، فرحل في 20 أكتوبر 1966 عن عمر 48 عاما.