خالد الجندى: كلمة واحدة فى القرآن لها 13 معنى.. فكيف تُنكر السنة وأنت لا تدرك لغة الوحى؟

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن من عجائب اللغة فى القرآن الكريم أن الكلمة الواحدة قد تحمل معانى متعددة، يصل بعضها إلى أكثر من عشرة استخدامات مختلفة، موضحًا أن هذا التنوع اللغوى المعجز يستدعى التواضع فى الفهم، والرجوع إلى أهل العلم قبل التسرع فى تفسير النصوص أو إنكار السنة النبوية المطهرة.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء "هقول لكم على كلمة ليها 13 معنى مختلف فى القرآن الكريم، وهى كلمة اتخذ، وده من العجيب إنك تلاقى كلمة واحدة، ربنا سبحانه وتعالى استخدمها في مواضع كثيرة، وكل موضع بيحمل معنى مختلف تمامًا عن الآخر. وده من دلائل الإعجاز البلاغى فى كتاب الله، واللي لازم نكون حذرين جدًا وإحنا بنتعامل معاه".
وأوضح أن كلمة اتخذ فى موضع مثل قوله تعالى: "واتخذ الله إبراهيم خليلا" تعنى اختار، بينما تأتى فى موضع آخر مثل: "ويتخذ منكم شهداء" بمعنى أنعم وأكرم، وفى آيات أخرى جاءت بمعنى صنع كما فى: "واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا"، وتارة تعني سلك الطريق كما فى: "فاتخذ سبيله في البحر عجبا"، وفى مواضع مختلفة تحمل معنى عدّ أو سمّى مثل قوله: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله".
وتابع الجندي أن الكلمة نفسها تأتى أيضًا بمعنى نسج كما فى: "كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا"، وفى آية أخرى تعنى عبد مثل: "إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم"، ويمكن أن تعنى أيضًا وقاية أو حماية، كما فى وصف المنافقين: "اتخذوا أيمانهم جُنة"، وكذلك قد تأتى بمعنى بنى مثل: "والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا".
وأضاف أن المعنى يمكن أن يكون توكل واعتماد كما فى قوله تعالى: "فاتخذه وكيلاً"، بل وتأتي في موضع آخر بمعنى أنتج أو استخرج كما في قوله تعالى: "تتخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا"، وأيضًا بمعنى اتخذ ساترًا أو ستارًا كما ورد فى سورة مريم: "فاتخذت من دونهم حجابًا"، وأخيرًا تأتي بمعنى اعتقد أو ظن كما فى قوله: "أم اتخذ عند الرحمن عهدًا".
وشدد على أن من لا يُدرك هذا التنوع فى دلالة الكلمات القرآنية لا يحق له أن ينكر السنة، لأن فهم القرآن نفسه يتطلب فهمًا عميقًا للغة، وسياق، وسباق، ولحاق الآيات، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعلم على أيدى العلماء.
وأكد أن التسرع في رفض الأحاديث النبوية بحجة الاكتفاء بالقرآن فقط، يدل على جهل باللغة والدين معًا، لأن من لا يفهم تعدد المعاني في كلمة واحدة داخل القرآن، فكيف يفهم كلام رسول الله ﷺ الذي نزل بنفس لغة الوحى؟
وقال: "باختصار، كل واحد فينا لازم يتواضع في فهمه، ويعرف قدر نفسه، ويتعلم من أهل التخصص، وعلى رأى الإمام الشافعى: كلما ازددت علمًا، زادنى علمى بجهلى، فلما تلاقى كلمة واحدة فى القرآن ليها 13 معنى، يبقى طبيعى إنك تحتاج للسنة علشان تفهم، بدل ما تظن إنك قادر تفسر وتفتى من نفسك".