انطلاق ملتقى السرد بالكويت وتكريم الناقد المغربي سعيد بنكراد

انطلق مساء اليوم الأحد، في الكويت ملتقى السرد الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدار ثلاثة أيام.. ويكرم الملتقى ضمن فعالياته الناقد المغربي سعيد بنكراد.
يعد سعيد بنكراد، أحد أهم النقاد العرب المعاصرين المهتمين بقضايا السرد سواء بالتأليف أو الترجمة.
نشر بنكراد عشرات المؤلفات، منها: (وهج المعاني: سيميائيات الإنسان الثقافية)، كما نشر الكثير من الترجمات من أبرزها مؤلفات الفيلسوف الإيطالي أومبرتو إيكو والناقد الفرنسي بول ريكور، وبعض مؤلفات ميشيل فوكو.
وخلال المحاضرة الافتتاحية التي قدمها بنكراد تحت عنوان «السرد والهوية» أكد أن الهوية لا تتشكل خارج السرد وقال: «الاحتفاء بي جاء مفاجئا لأن هناك جهة ما في مكان ما تذكرتني وهذا التكريم يشمل التكليف أيضا وهذا معناه أن الناس تطلب ما اشتغلت عليه مؤلفاً ومترجما».
وردا على سؤال بشأن تعريف السرد وصفه الناقد المغربي سعيد بنكراد، بأن السرد هو كل شيء في حياة الناس، لأن الزمن في حياتنا لا يشبه الزمن عند الكائنات الأخرى؛ مضيفا "الكائن البشري هو كائن زمني والزمن يخترقه من البداية إلى النهاية ولا يمكن أن نرى الزمن ما لم يكشف عنه السرد".
ونوه إلى أن السرد أبعد من القصة والرواية وإنما مرتبط بالحياة اليومية والمحكيات الشفهية غير المدونة، موضحا أنه تعلم من حكايات جدته ما لم يتعلمه في كبرى جامعات العالم.
ورأى الناقد المغربي البارز، أن الهوية دائما مرتبطة باستحضار الماضي وليس الإسقاط على المستقبل، مؤكدًا أن الهوية لا يمكن أن ندركها من خلال صياغة مفاهيم دالة عليها، فالمغاربة مثلا على عمق صلتهم بفرنسا لا يخرجون في مظاهرات ترتبط بأي حدث هناك لكنهم يتظاهرون لأجل القضايا العربية لأن هذه هوياتهم وبالتالي يرتبطون في ذاكرتهم بسلسلة من المحكيات ومن ثم الهوية تبنى داخل المحكيات وليس خارجها.
وأشار بنكراد إلى أنه ارتبط بقضية فلسطين بفضل الحكايات الشفهية وقال كل المغاربة تربوا على الحكاية وهذا الأمر يفسر خروج تظاهرات مناهضة لإسرائيل رغم علاقات المغرب الرسمية معها فجزء كبير من وجدان جاء بتأثير الحكايات التي رددها آباؤنا.
وحول سر اهتمامه بأعمال بول ريكور وامبرتو ايكو وميشيل فوكو أكد بنكراد أن لدى هؤلاء اهتماما بسؤال الوجود البشري لأن الإنسان بطابعه مشغول بالنقصان وعلاقته بالزمن مركزية.. وشدد بنكراد على أن اللغة أساسية جديدة في تكوين الهوية كما أن اللغة ليست محايدة.