بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : من القلب .. القضايا المجتمعيه وعلاقتها بإستقرار الوطن .

محمود الشاذلى
-

يقينا .. إن تناول القضايا المجتمعيه لايقل أهميه عن تناول واقعنا السياسى ، والحزبى ، والإنتخابى ، لأن المكون المجتمعى هو الحاضنه الأساسيه لمجتمع قوى ، متماسك ، بل هو أصل الحياه ، ومنطلق العطاء ، وعليه يرتكز المواطن المصرى فى الحياه ، يتعاظم ذلك عندما يكون لهذا الواقع المجتمعى علاقة بفرض واقع محترم سلوكا وتعاملا ، بعد هذا الإنحدار السلوكى الذى شمل كل حياتنا ، وتربية النشىء ، وإعداد الأجيال الذين يقوم عليهم بناء الوطن ، من أجل ذلك كان الإهتمام فى الدول المتقدمه بأساتذة علم النفس والإجتماع لأنهم منوط بهم ضبط سلوك كل فئات المجتمع ، وتهيىة المناخ لبية نظيفه ، وترشيد سلوك الأطفال وتنبيه أسرهم التربيه الرشيده التى تنمى قدراتهم ، وكان إهتمام هؤلاء فى الدول المتقدمه له بعد سياسى ، حيث أدركوا أن العدو يعمل على تصدير كل مقومات الهزل ، وتيسيرها لخروج أجيال ضعيفه لاقيمة لهم ، ولاطموح لديهم ، وبالتالى تنحدر الأوطان وتظل الشعوب ضعيفه مستكينه ، رهن إرادة المتآمرين .

إستقر اليقين بعد رحلة الحياه التي حفلت بمسيرة كفاح لى أن أفخر بها ، ومعايشة لأحوال الناس خاصة أسيادى المرضى يتطلب معها أن أسجد لرب العالمين سبحانه ، نبهتنى إلى ضرورة أن نغوص في أعماق أنفسنا إنطلاقا من واقعنا ، وإنتباها لأحوالنا ، وإستئناسا بالسكينه والراحه التي نبتغيها ويبتغيها كل البشر ، وذلك بأن نأخذ خطوات للخلف في التعامل مع الناس ، نعيد فيها حساباتنا إنطلاقا من واقعنا ، نحتضن بين ضلوعنا من تعايشو مع وجداننا ، ونبتعد بهدوء عن الذين أعطونا ظهورهم ، أو صدروا لنا الهموم ، والآخرين الذين قهروا ذاتنا ، وعبثوا بإرادتنا ، ولم يستشعروا نبضات قلوبنا ، هكذا زاحمتنى كل تلك المعانى النبيله حيث أبحث عن راحة النفس قبل الجسد ، أملا أن نستعيد طاقتنا ، لنبدأ أياما جديده قادمه إنطلاقا من شحذ الهمم ، وتجاوز منعطفات الأيام ومابات فيها من تلاشى لكل القيم والأخلاق ، لذا فالننطلق بالحياه من نبضات القلب .

لعل مرجع ذلك أنه كثيرا ماأصبح ينتابنى ذهول غير مسبوق تأثرا بما بات يحدث من تلاشى للمنطق ، وإنحدار للأخلاق وصل إلى منحنى خطر بعد أن أهان الإبن أمه ، وقهر أباه ، وسحق إرادة إخوته ، وتفنن في الكيد لأصدقائه ، وجنح لخطيئة العبث بثوابت حياته ، تنامى ذلك عند كثر ممزوجا بالأكاذيب والأضاليل حتى بات كل ذلك من الطبيعى ، رغبة في إكتناز أموال ، أو تولى موقع وظيفى ، أو تصدر المشهد السياسى ، أو الحصول على عضوية البرلمان ، حياه لاقيمة لها عند الكرام ، ولامزاحمة عليها عند الأفاضل .

بحق الله .. يكاد يستقر اليقين أننا أصبحنا في آخر الزمان ، حتى بات من الطبيعى أن يكون الهروب مخرجا ، هروبا من زخم الحياه ، هروبا من ترديات البشر ، هروبا من الذات ، هروبا حتى من النفس ، هروبا إلى حيث تأنس النفس بمن باتوا نبض القلب وكل الكيان بحق ، وصدق ، وحقيقه ، ويقين ، وليس بالمعسول من الكلمات ، والبليغ من العبارات ، ومعايشه حقيقيه تصل إلى درجة اليقين أنه رب أخا لم تلده أمهاتنا .

خلاصة القول .. تعالوا نعمق بداخلنا صداقة بلا إبتعاد ، وقلبا بلاقسوه ، وبقاءا بالوجدان بلا تغير ، وحبا غاص في أعماق الوجدان .. تعالوا نعمق بداخلنا الحقيقه اليقينيه التي مؤداها أن المواقف خاصة في الأزمات والمحن والشدائد باتت محددات لقيمة العلاقه بين الناس ، ومقدار المحبه ، وعظم التقارب ، وذلك إنطلاقا من القول ومزاحمة لفعل الخير ، والذى يجب أن نبادر به تعايشا مع بعد إيمانى قبل أن ننشده من الآخرين ، وحقا ماقال به كاتبنا الكبير نجيب محفوظ ما أجمل أن تعطي وأنت تعلم أن المقابل ليس من الناس بل من رب الناس .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .