أسامة السعيد لـ إكسترا نيوز: اتفاق شرم الشيخ إنجاز تاريخي أجهض مخطط التهجير ومصر تتطلع لحل مستدام

في حوار ببرنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، وصف المحلل السياسي، الدكتور أسامة السعيد، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "إنجاز تاريخي"، مؤكداً أنه يتجاوز مجرد وقف القتال ليشكل إجهاضاً للهدف الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل في تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.

وأوضح السعيد أن أهمية الاتفاق تكمن في أنه "أجهض هدفاً استراتيجياً لدى حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل وهو تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية". وأشار إلى أن هذا النجاح الدبلوماسي أدى إلى تحول في الخطاب الدولي، بما في ذلك الإدارة الأمريكية التي باتت تعترف بحق الفلسطينيين في البقاء على أراضيهم وإعادة إعمارها، بعد أن كانت هناك أحاديث عن "ريفيرا غزة".

وحول دلالات الاتفاق، أشار السعيد إلى عدة نقاط رمزية ومهمة، أولها توقيت الاتفاق الذي جاء في ذكرى 7 أكتوبر، اليوم الذي اندلعت فيه الحرب، قائلاً: "كأن مصر تحاول أن تمحو هذه الذكرى باتفاق للسلام، ليتذكر العالم هذا اليوم باعتباره يوماً لصناعة السلام وليس لبدء الحرب".

وأضاف أن مكان التوقيع في شرم الشيخ، "مدينة السلام"، يعزز دور مصر التاريخي كأيقونة لصناعة السلام والتوافق، ويعيد تأكيد حضورها القوي في المشهد. كما لفت الانتباه إلى ظهور قادة حماس في القاهرة تحت حماية مصرية، معتبراً إياها "رسالة مهمة بأن مصر دولة قوية وأرض للأمن والأمان، تحمي من يلجأ إليها".

وأكد السعيد أن الرؤية المصرية لا تقتصر على الحلول قصيرة المدى مثل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، بل تتطلع إلى ما هو أبعد. وقال: "مصر عينها على الحل المستدام، وهو حل الدولتين وبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة". وشدد على أن أي جهود لإعادة الإعمار دون وجود أفق سياسي حقيقي ومسار مستدام للسلام ستكون "جهوداً مهدرة واستثمارات تذهب سدى".

واختتم حديثه بالإشارة إلى العلاقة المتميزة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي لعبت دوراً في إنجاح الوساطة، مؤكداً أن قدر مصر هو قيادة المنطقة نحو السلام وإنقاذها من الصراعات.