ست ستات يعرض تجربة صعيدية حولت التلي من تراث قروي إلى العالمية

عرض برنامج ست ستات، مع الاعلامية سناء منصور، على قناة دي إم سي، تجربة ملهمة لسيدة صعيدية استطاعت أن تنسج بخيوط التلي الذهبية قصة نجاح ملهمة، لم تتحدَّ بها الأعراف فحسب، بل أعادت إحياء حرفة تراثية كادت أن تندثر، دافعة بها من قريتها الصغيرة جزيرة شندويل بسوهاج إلى أسواق القاهرة ومنها إلى العالمية.
وقالت شيماء النجار: لم يكن حلمي مجرد مشروع شخصي، بل كان رسالة، أردت أن أقول للعالم إن قلب صعيد مصر، وتحديداً قريتي جزيرة شندويل، ينبض فناً وإبداعاً، 'التلي' ليس مجرد خيوط فضية على قماش، بل هو حكايات جداتنا وصبر أمهاتنا وطموح بنات جيلي.
وأضافت: في كل قطعة 'تلي' تخرج من ورش العمل لدينا، هناك قطعة من روح الصعيد. هذه الحرفة ليست مجرد تطريز، إنها هوية وتراث كاد أن يندثر، مهمتنا اليوم هي أن نعيد له بريقه، وأن نجعله جزءاً من الموضة المعاصرة دون أن يفقد أصالته وقيمته التاريخية.
وتابعت: أنا أعتز بتقاليدي وأحترمها بشدة، لكنني أؤمن أيضاً بأن الطموح حق لكل فتاة. عندما واجهت الرفض في البداية، لم يكن الأمر تمرداً، بل كان إصراراً على تحقيق حلم أكبر مني ومن مجتمعي. الحيلة التي لجأت إليها للسفر إلى القاهرة أول مرة كانت بوابتي لأثبت أن فتاة الصعيد قادرة على النجاح والإنجاز مع الحفاظ الكامل على جذورها وأصولها.
واستكملت: نجاحي الحقيقي لا يُقاس بعدد القطع التي أبيعها، بل بعدد البيوت التي تُفتح أبواب رزقها من هذه الحرفة. كل سيدة في شندويل تمسك بالإبرة والخيط هي شريكة في هذا النجاح. نحن لا ننسج قماشاً فقط، بل ننسج مستقبلاً أفضل لنا ولأولادنا.
وأشارت: معرض القاهرة عام 2000 كان الاختبار الحقيقي، والنجاح فيه أعطاني الدفعة والثقة للمضي قدماً، بدأنا بحلم في قرية صغيرة، واليوم نصل بمنتجاتنا إلى عواصم عالمية. طموحي هو أن يرتدي العالم 'التلي' السوهاجي، وأن يعرف الجميع أن وراء هذا الفن الراقي أيادي سيدات مصريات أصيلات يقدمن للعالم جزءاً من جمال بلادهن.