جماعة ماسونية سرية فى بريطانيا تضم 175 ألف عضو تثير جدلا

سلط مقال بصحيفة ديلي تليجراف البريطانية الضوء على جماعة ماسونية سرية في بريطانيا تحمل اسم (Freemasons) تضم 175 الف عضو، وأشار الى الشكوك التاريخية حول تأثيرهم في المؤسسات خاصة جهاز الشرطة وسط جدل بين الواقع ونظريات المؤامرة.
قالت الصحيفة إن المجموعة السرية لطالما لاحقتها نظريات حول تأثيرها من وراء الكواليس، لكن شرطة لندن قد تجبر بعض أعضائها على الظهور علنا ضمن إجراءات جديدة وذكرت قصة جاري روجرز، وهو شرطي سابق، يدعي أن عدم انتمائه للماسونية أضر بمسيرته المهنية، وأن بعض الضباط الماسونيين حاربوه للاشتباه في كشفه الفساد، ويتهمهم بمحاولة منعه من نيل وسام الشجاعة الملكي، رغم أنه حصل عليه لاحقًا.
يقول التقرير إن المخاوف تجددت مع طرح شرطة العاصمة لندن إلزام الضباط بالإفصاح عما إذا كانوا أعضاء في الماسونية، وذلك بسبب مخاوف أثارها موظفون وضباط من أن العضوية في الماسونية قد تؤثر على التحقيقات والترقيات وسوء السلوك.
وأوردت أمثلة على تحقيقات جنائية تقول إن هناك شبهات بتدخل الماسونية فيها، ففي قضية مقتل دانييل مورجان (1987) وهو محقق بريطاني خاص تم اغتياله بفأس في موقف للسيارات في حانة بلندن ورغم التحقيقات والاعتقالات التي أجرتها شرطة لندن، فإن تلك الجريمة لا تزال محيرة، وجهت شبهات لعضوية ضباط في الماسونية بالتأثير على التحقيقات، لكن لم يثبت أي دور مباشر.
وشهدت إنجلترا أسوأ كارثة رياضية يوم 15 أبريل 1989 في ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد، قتل فيها 96 شخصا غالبيتهم من مشجعي ليفربول جراء الدهس والتدافع، وذلك قبل مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين نادي نوتينجهام فورست ونادي ليفربول، ويرجع البعض سبب هذه الكارثة إلى خطأ تنظيمي، لكن ثمة نظريات تفيد بتورط ماسونيين في التستر على الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، غير أن التحقيقات لم تجد أدلة تدينهم.
وتقول سيلفرمان إن بعض المسؤولين السابقين في الشرطة يؤكدون وجود ثقافة فرعية للماسونيين، لكن دون تقديم أدلة دامغة على تأثير ممنهج، مما يعني وجود فجوة واضحة بين الشكوك المنتشرة وغياب الأدلة الواقعية.
تعود أصول الماسونية إلى العصور الوسطى، وقد انتشرت بعد الحربين العالميتين، ويقدر عدد أعضائها اليوم في بريطانيا بحوالي 175 ألفا من أصل 6 ملايين عضو على مستوى العالم، ورغم انضمام شخصيات بارزة للماسونية مثل وينستون تشرشل وأوسكار وايلد، فإنها اليوم تضم كل الطبقات.
ورغم محاولات الانفتاح لدى الماسونيين عبر استخدامهم إنستجرام وتيك توك، فإن المقال تؤكد أن الطقوس والرموز الخاصة بهذه الجماعة لا تزال تثير الريبة لكن بعض الأعضاء يدافعون عن جماعتهم بالقول "لسنا جمعية سرية، بل جماعة لديها أسرار"
ويدافع السكرتير العام للمحفل الكبير الموحد في إنجلترا أدريان مارش عن الماسونيين، قائلا إن مزاعم نفوذهم الخاص في المجتمع "سخيفة". لكن المقال لفت إلى أن ذلك من غير المرجح أن يقنع روجرز، الذي يتناول مؤامرة ماسونية مزعومة في كتابه "الشرطة السرية والفساد في المجتمع السري"، والذي يرحب باقتراح إلزام ضباط شرطة العاصمة بالإعلان عن عضويتهم في الماسونية.
ويرى أن غياب الشفافية يستدعي طرح السؤال التالي "لماذا لا يمكنك تحديد ما إذا كنتَ ماسونيًا أم لا؟ إن كنتَ ماسونيا، فعليك التصريح بذلك".