عالم أزهري من كوت ديفوار: الدكتور أحمد عمر هاشم كان أبًا للطلاب الوافدين

قال الشيخ يوسف سفاني، من علماء الأزهر الشريف بكوت ديفوار، إن وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم تمثل خسارة فادحة للعالم الإسلامي كله، مؤكدًا أن الراحل كان عالِمًا متميزًا بفصاحته وبيانه، وبأسلوبه الفريد في شرح الحديث النبوي، حيث كان يبدأ بأسلوب بياني رفيع، ثم ينتقل إلى استنباط الأحكام الشرعية بدقة، لينتهي بكلام يملأ القلب حبًا وتعلقًا برسول الله ﷺ.
وأضاف سفاني، خلال مداخلة هاتفية في برنامج مع الناس المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان من العلماء الذين امتلأت قلوبهم بمحبة النبي ﷺ، وكان ظاهرًا في كل كلماته ودروسه، مؤكدًا أن الإنسان إذا تعلّق قلبه بشخص النبي، فذلك كفيل بأن يصونه من الانحراف في الفهم أو الخطاب.
وأشار إلى أن منهج الدكتور أحمد عمر هاشم كان يربط القلوب بسيدنا رسول الله، سواء في حلقاته العلمية الموجهة للمتخصصين أو في برامجه العامة الموجهة لعامة الناس، وأنه كان سببًا في ازدياد محبة الناس للنبي عليه الصلاة والسلام.
وحول علاقته بالطلاب الوافدين، أكد الشيخ يوسف أن الراحل كان شديد العناية بهم، يتابع أحوالهم، ويقضي حوائجهم، ويهديهم كتبه ومؤلفاته، بل كانوا يعتبرونه أبًا حقيقيًا، ويحرصون على زيارته في بيته حتى بعد انتهاء دراستهم في مصر، وفاءً لحنانه واحتوائه لهم.
وعن الإرث العلمي الذي تركه الراحل، قال الشيخ يوسف إن الدكتور أحمد عمر هاشم ارتبط بكبار علماء الأزهر والصالحين، وعلى رأسهم الإمام الراحل عبد الحليم محمود، والشيخ محمد متولي الشعراوي، مشيرًا إلى أن هذا الارتباط كان له دور كبير في تكوين شخصيته العلمية والدعوية المتزنة.
وتابع: الدكتور أحمد عمر هاشم لم يكن فقط عالِم حديث، بل كان شاعرًا مفلقًا، وأديبًا رفيع الذوق، وكان شيوخه يعجبون بأدبه وشعره، وقد قدّم عشرات المؤلفات والدروس الإذاعية والتلفزيونية، وكان يستجيب دائمًا لأي دعوة فيها إفادة أو تعليم.
ودعا الشيخ يوسف سفاني إلى الاهتمام بتراثه العلمي والأدبي، والعودة إلى كتبه وتسجيلاته، والانتفاع بها، حتى تبقى ذكراه حاضرة في القلوب، وتستمر الاستفادة من علمه.
وفي تعليقه على المشهد المهيب في جنازته، قال سفاني إن حضور الآلاف رغم ضيق الوقت يؤكد مكانته الكبيرة، ويُجسد قول النبي ﷺ: أنتم شهداء الله في الأرض.
وأضاف: طالب العلم إذا مات عالِم يشعر وكأن جزءًا منه قد فُقد، فالرزية ليست فقد مال أو دابة، وإنما فقد العالِم الذي تموت بموته خلائق كثيرة.. نسأل الله أن يجعل كل ما قدمه من علم ودعوة وبيان في ميزان حسناته، وأن يرزقه الفردوس الأعلى، ويجمعه بمن كان متعلقًا به في الدنيا، سيدنا رسول الله ﷺ.