بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب ” مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية.. نموذج يُحتذى في التربية ورفض العقاب البدني

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

عند دخولك مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية التابعة لإدارة الساحل التعليمية، لا يسعك إلا أن تُبدي إعجابك بما تراه من بيئة تعليمية راقية تُدار بحكمة واقتدار. فالمدرسة تُعد نموذجًا يُحتذى به في توفير مناخ تربوي وإنساني متكامل، تقوده إدارة تؤمن أن التربية هي الأساس الذي يُبنى عليه كل تعليم ناجح.

في طليعة هذه الإدارة يقف الأستاذ الفاضل أشرف الديب، مدير المدرسة، الذي يُعد رمزًا للقيادة الواعية، لا يدّخر جهدًا في متابعة الطلاب والحرص على مصلحتهم. يعمل بكل طاقته لتوفير بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان والانتماء، إلى جانبه تسير السيدة حناني فهمي، وكيلة المدرسة، بكل تفانٍ وحب، واضعة نُصب عينيها تكوين علاقة إنسانية بين المدرسة والطفل تُبنى على الثقة والاحترام.

التربية أولًا... لا مكان للعقاب البدني

تتبنّى المدرسة منهجًا تربويًا واضحًا يقوم على رفض العقاب البدني بكل أشكاله، إيمانًا منها بأنه لا يُنتج سلوكًا سليمًا، بل يُضعف شخصية الطفل ويؤثر سلبًا على ثقته بنفسه. فالطفل في هذه المرحلة لا يحتاج إلى العقاب بقدر ما يحتاج إلى الفهم والاحتواء، وتقديم نماذج إيجابية تُساعده على تعديل سلوكياته تدريجيًا بأساليب تربوية فعالة.

وقد أكّد الأستاذ أشرف الديب، مدير المدرسة، على هذا التوجه بقوله نحن نرفض تمامًا أي شكل من أشكال العقاب البدني، ليس فقط لأنه مرفوض تربويًا، بل لأنه يضر الطفل نفسيًا وسلوكيًا. وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن الضرب لا يُعدل السلوك بل يُفاقم من المشكلات، ويُضعف الثقة بالنفس، ويخلق بيئة تعليمية غير آمنة. هدفنا هو بناء شخصية متوازنة للطفل تقوم على الفهم، والحوار، والتحفيز الإيجابي."

هذا ما نقلته ووصفتة السيدة الفاضلة عواطف التهامي خلال لقائها مع الأستاذ أشرف الديب والسيدة حنان فهمي، حول تعرض حفيدتها الطفلة " لوسدنا محمد خلف" لعقاب بدني على يد إحدى المدرسات فى الوقت الذى تعاملت فية إدارة المدرسة مع هذا الموقف بكل جدية وحزم، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات مرفوضة تمامًا، ولا تتماشى مع السياسة التربوية لوزارة التربية والتعليم وللمدرسة التي تضع مصلحة الطفل النفسية والجسدية فوق كل اعتبار، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه السلوكيات.

التربية أولًا... التوجيه الوزاري يدعم موقف المدرسة

لقد أكد الاستاذ أشرف الديب ان هناك انسجام واضح مع السياسة التربوية التي تتبناها مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية، والتعليمات الصادرة مؤخرًا من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني التى يقودها بكل حكمة واقتدار الوزيرالعالم الجليل الدكتور محمد عبد اللطيف ،والتى تؤكدعلى أهمية ترسيخ ثقافة تربوية قائمة على الاحترام والدعم النفسي والسلوكي للطلاب، مع التشديد على منع جميع أشكال العقاب البدني أو النفسي داخل البيئة المدرسية، وان المدرسة كانت – وما زالت – ترفض تمامًا استخدام أي أسلوب عقابي يُهين الطفل أو يؤثر على توازنه النفسي. فى ضوء التوجيهات الوزارية في بناء بيئة تعليمية تحترم حقوق الطفل وتُشجّع على السلوك القويم من خلال أساليب تربوية فعالة لا تعتمد على التخويف أو العقاب، بل على الفهم، والحوار، والمتابعة المستمرة.

بيئة تعليمية آمنة ومحفزة

تسعى المدرسة إلى توفير بيئة صفية يشعر فيها الطفل بالارتياح والاهتمام، حيث لا يقتصر الدور على تقديم المعلومات، بل يمتد إلى رعاية الطفل نفسيًا واجتماعيًا. وتهدف إدارة المدرسة إلى جعل كل فصل بيئة تعليمية آمنة وملهمة تُشجع الأطفال على الاستكشاف والمشاركة دون خوف أو تردد.

اللعب وسيلة للتعلم

من أبرز ملامح التميز في مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية هو دمج اللعب في العملية التعليمية. فقد أثبتت الأبحاث أن التعليم من خلال اللعب يُرسّخ المفاهيم ويساعد الطفل على الفهم والتذكر بشكل أفضل. لذا، تحرص المدرسة على استخدام الوسائل التعليمية المبتكرة مثل المجسمات والملصقات والألعاب التفاعلية، إلى جانب تخصيص وقت ومساحة للعب الحر كوسيلة للترفيه وكسر الروتين.

تنمية المهارات الأساسية

تدرك إدارة المدرسة أن السنوات الأولى في حياة الطفل التعليمية هي الأهم، ولذلك تولي اهتمامًا خاصًا بـ تطوير المهارات الأساسية، مثل اللغة، والقراءة، والكتابة، من خلال القراءة الجهرية، والأنشطة الصفية التفاعلية، والتمارين التي تُنمي مهارات الطفل اللغوية والمعرفية بشكل متكامل.

تيسير الانتقال للبيئة المدرسية

كما تعمل الإدارة على تهيئة الطفل نفسيًا للاندماج في البيئة المدرسية، من خلال تنظيم زيارات تمهيدية قبل بداية العام الدراسي، وتشجيع الأطفال على التفاعل مع زملائهم، والحديث معهم حول مشاعرهم، بما يُخفف من رهبة المدرسة ويعزز شعورهم بالأمان.

في الختام

إن ما تُقدمه مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية ليس مجرد تعليم تقليدي، بل هو رؤية متكاملة لبناء إنسان واثق، سوي، ومحبّ للتعلم. وتُعد قيادة الأستاذ أشرف الديب، ومعاونته السيدة حناني فهمي، نموذجًا مشرفًا يجب أن يُسلّط عليه الضوء، ويُحتذى به في إدارات المدارس الأخرى، إنها مدرسة تزرع القيم قبل المعلومات، وتُربي الشخصية قبل أن تُعطي الدروس، وهو ما يجعلها بحق صرحًا تربويًا يُفتخر به.