بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

اللواء أحمد زغلول مهران يكتب : حرب أكتوبر المجيدة •• عندما توحد العرب والمسلمون خلف راية النصر

اللواء أحمد زغلول مهران
-

تمرّ علينا ذكرى السادس من أكتوبر المجيد كواحدة من أعظم صفحات العزة والكرامة في التاريخ العربي الحديث حين قررت الأمة شعوباً وقيادات أن تنتفض دفاعاً عن الأرض والمصير المشترك .

لم تكن مصر وسوريا وحدهما في هذه المعركة بل كانت الأمة كلها حاضرة وقف العرب والمسلمون قادةً وشعوباً إلى جانب إخوانهم في خندق واحد في موقف لم يكن مجرد دعم سياسي أو معنوي بل تجسيد فعلي لوحدة عربية وإسلامية نادرة صاغتها الدماء والإرادة والعقيدة .

*الملك فيصل بن عبدالعزيز •• النفط في خدمة الكرامة*

من المملكة العربية السعودية أطلق الملك فيصل بن عبدالعزيز موقفاً تاريخياً لن يُنسى حين اتخذ قراراً جريئاً بوقف تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة .

كانت هذه الخطوة ضربة موجعة للاقتصاد الغربى أعادت للنفط العربي قيمته الاستراتيجية ورسّخت مفهوم أن القرار العربي يمكن أن يصنع فارقاً في ميزان القوى العالمي .

*هواري بومدين •• الجزائر في قلب المعركة*

الرئيس الجزائري هواري بومدين كان في مقدمة الداعمين لمصر وسوريا. لم يكتفِ بالتصريحات بل أرسل لواءً مدرعاً من الجيش الجزائرى وسرباً من الطائرات بالإضافة إلى دعم مالي ضخم .

*كلمته الخالدة لا تزال تطرق آذاننا :*
“*نحن لا نحارب من أجل مصر فقط، بل من أجل الأمة كلها. إذا سقطت مصر، سقطنا جميعاً*"

*دعم إيران •• موقف فارق في لحظة حرجة*

في ذلك الوقت وقف شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى جانب مصر في لحظة فارقة قدّم دعماً لوجستياً وتموينياً هاماً خصوصاً في مجال تأمين إمدادات النفط وتسهيلات الملاحة الجوية في خطوة عكست التقاء المواقف الإسلامية وقت الشدة رغم الخلافات السياسية .

*ليبيا •• السلاح والرجال من غرب الوطن العربي*

لم تتأخر ليبيا بقيادة الزعيم معمر القذافي عن تلبية نداء العروبه حيث قدّمت دعماً عسكرياً كبيراً لمصر شمل طائرات وأسلحة متطورة وتمويلاً سخياً بالإضافة إلى إرسال قوات رمزية للجبهة المصرية ضمن منظومة الدعم الشامل .

كما فتحت ليبيا أبوابها لمساعدة أسر الشهداء والجرحى ودعمت المجهود الحربي إعلامياً وسياسياً بقوة .

*الكويت •• دعم مالي سخي وإعلام موحَّد*

أما الكويت فكانت من أوائل الدول التي أعلنت تضامنها المطلق حيث قدمت دعماً مالياً كبيراً بلغ مئات الملايين من الدولارات لصالح المجهود الحربي المصري والسوري
كما لعبت دوراً محورياً في توحيد الإعلام العربي وفتح المجال أمام حملات دعم شعبية واسعة .

*السودان •• سند الظهر الجغرافي والعسكري*

لعبت السودان بقيادة الرئيس جعفر نميري دوراً مهماً في دعم مصر فقد أرسلت قوات من الجيش السوداني إلى الجبهة المصرية وفتحت أراضيها كمجال حيوي لوجستيى بالإضافة إلى تقديم دعم طبي وتمويني للجيش المصري .

كان موقف السودان استراتيجياً إذ أمّن العمق الجنوبي لمصر وسهّل تحركات الإمداد .

*العراق والمغرب وتونس ودول الخليج •• الحضور الكامل*

لم تغب العراق عن ساحة الشرف حيث أرسلت تشكيلات جوية ومدرعات شاركت فعلياً في المعارك على الجبهة السورية .
فيما أرسلت المغرب لواءً كاملاً من جنودها إلى الجبهة وشاركت تونس في الجهود الدبلوماسية والتعبئة الشعبية وأعلنت دول الخليج جميعاً ومنها البحرين وقطر والإمارات دعماً اقتصادياً وسياسياً واعلامياً كاملاً للمواجهة .

*أكتوبر •• عندما انتصرنا بوحدتنا*

أثبتت حرب أكتوبر بما لا يدع مجالاً للشك أن العرب حين يتحدون تنتصر الكلمة وتُصان الأرض وتُفرض الإراده كان هذا الانتصار تتويجاً لتكامل سياسي وعسكري واقتصادي رسم ملامح قوة عربية متماسكة كان من الممكن أن تستمر لولا التراجع عن منطق الوحدة بعد الحرب .

*رسائل إلى الأجيال الجديدة •• الوحدة قدر لا مفر منه*
*أيها الشباب العربى*:
•لستم بعيدين عن جيل أكتوبر بل أنتم امتدادهم وعليكم اليوم أن تحموا أوطانكم بفكركم وعلمكم وتمسككم بالهوية .
• استلهموا من الماضي عزيمةً للمستقبل فالأعداء لا يزالون هم والخطر لم يتغير لكن الفارق هو إرادة الأمة وإيمان أبنائها .
• تسلحوا بالوعي لا بالفرقة وادركوا أن الأوطان تُبنى حين يجتمع أبناؤها على قلب رجل واحد .

*من أكتوبر إلى المستقبل •• لنعبر من جديد*

حرب أكتوبر ليست فقط ذكرى بل رسالة دائمة أن الوحدة قوة والتضامن العربي ليس خياراً بل ضرورة وجودية
التحية لكل شهيد وكل قائد شريف وكل دولة وقفت وساندت .

*فلنُحيِ روح أكتوبر في وجداننا ولنجعل منها منارة تهدي الأمة نحو الاتحاد والتكامل والتقدم*

كاتب المقال اللواء أحمد زغلول مهران نائب رئيس حزب المؤتمر رئيس الهيئة العليا للحزب