بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

شهادة دولية للخريجين معتمدة من خبراء خمس دول أجنبية

رفعت فياض يكتب : البكالوريا التكنولوجية قادمة لتدويل التعليم الفنى فى مصر

الكاتب الصحفى رفعت فياض
-

نقلة تعليمية ضخمة وغير مسبوقة تحدث حاليا فى مدارس التعليم الفنى الذى يلتحق به مايقرب من 60% من طلاب الشهادة الإعدادية سنشهد نتائجها من الآن وخلال الخمس سنوات القادمة ، حيث لن يتخرج أى طالب بعد ذلك من مدارس التعليم الفنى فى مصر بعد إنتهاء هذه المدة إلا إذا كان هذا الخريج حاصلا على درجة " البكالوريا التكنولوجية " وهوالإسم الجديد للدبلوم الفنى الذى سيتم تنفيذه خلال السنوات القليلة القادمة ، وسيكون مع هذا الخريج شهادة دولية من أى من الدول التى تشارك معنا حاليا فى تطوير التعليم الفنى فى مصر سواء كانت ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو اليابان أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد أن تم توقيع العديد من الإتفاقيات والبروتوكولات بين جمهورية مصر العربية ممثلة فى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وهذه الدول لتساهم كل دولة منهم معنا فى تطوير التعليم الفنى فى مصر بما يتمشى مع المستوى العالمى ، وبنفس المستوى الذى يتم تطبيقه لديها بهذا النوع من التعليم ـ وسوف تشترك معنا هذه الدول فى إمداد عشرات المدارس الفنية فى مصر بالخبراء التكنولوجية المختلفة والمقررات المتقدمة وكذلك تدريب اعضاء هيئة التدريس ، وعمل شراكات متعددة مع العديد من الشراكات المحلية أو العالمية بهدف توفير خريج فنى متقدم جاهز لسوق العمل فى أحدث التطبيقات التكنولوجية الموجودة ، وبما يوفر إحتياجات سوق العمل داخليا وخارجيا فى مختلف التخصصات المطلوبة .

أقول هذا بعد أن حقق التعليم الفنى مؤخرا تقدمًا مشهودًا سيغير وجه التعليم الفنى فى مصر ، وسيغير أيضا من الثقافة المجتمعية السلبية تجاه هذا النوع من التعليم والتى كانت تنظر إليه نظرة متدنية ترى فيها أن من يلتحق به هم الطلاب أصحاب المجاميع الضعيفة أو الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بالثانوى العام ، وأن الدراسة به أصبحت أقرب إلى الدراسة النظرية ، وأن من يلتحق به لايستطيع بسهولة أن يكمل تعليمه الجامعى ـ إذا أراد .

لقد بدأ كل هذا يتغير مؤخرا بعد أن أصبح هذا التعليم الفنى على قمة أولويات وزارة التربية والتعليم ، وقفزت فيه مصر من المركز (113) إلى المركز (43) عالميًا، طبقًا لمؤشر التعليم التقني والتدريب المهنى الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى تأكيد واضح على أن التعليم الفنى المصرى أصبح حاضرًا بقوة على الخريطة العالمية إلا أن كل هذا بدأ يتغير الآن سواء من خلال عقد العديد من الشراكات مع عشرات الشركات والمصانع التى بدأت تتداخل مع وزارة التربية والتعليم فى تحديد المقررات التى يجب تدريسها فى هذه المدارس وتتفق وإحتياجات سوق العمل ، وبدأت تساهم أيضا مع وزارة التربية والتعليم فى تطبيق مايسمى " بالتعليم الفنى المزدوج " الذى يتم من خلاله بعد الحصول على قسط من الدراسة بمدارس التعليم الفنى أن يستكمل تعليمه وتدريبه فى هذه الشركات على كيفية تطبيق مادرسه على أحدث التخصصات الموجودة فى هذه المصانع والشركات حتى يكون الطالب مؤهلا للعمل بهذه الشركات على العمل على نفس المعدات والآلات التى تدرب عليها فى هذه الشركة أوفى هذه المصنع وسوف تقوم هذه الشركات والمصانع بتعيين الأعداد التى تحتاج إليها من هؤلاء الخريجين ، وتؤهل الباقى إما للعمل فى شركات أخرى مناظرة أو الدخول لسوق العمل محليا وعربيا ودوليا بعد أن يكون مؤهلا بشكل كبير جدا للعمل على أحدث التكنولوجيات الموجودة بسوق العمل ، وهو مانجحت فيه المانيا على سبيل المثال بعد الحرب العالمية الثانية وأصبت حاليا تتربع على قمة التعليم الفنى المزدوج على مستوى العالم ، وقد شاهدت ذلك بنفسى على الطبيعة فى المدارس الفنية بمقاطعة كولونيا وشاهدت ذلك ايضا تطبيقيا بمصانع وشركات هذه المقاطعة ، وقد بدأت ألمانيا بالفعل تتعاون معنا حاليا لتطبيق نفس هذه الطريقة ونفس هذا الأسلوب فى عشرات المدارس الفنية التكنولوجية التطبيقية ـ هذا بالإضافة إلى الشراكات الأخرى التى تمت مؤخرا مع مايقرب من 50 شركة إيطالية أثناء زيارة ممثليها مؤخرا إلى مصر 0 وتم هذا ايضا بقوة مع اليابان ومع فرنسا

لقد بدأت الوزارة بالفعل تطوير منظومة التعليم الفنى والتدريب المهني بهدف الارتقاء بجودة المخرجات التعليمية، وتعزيز مستوى المهارات الفنية والمهنية، بما يتماشى مع المعايير الدولية في إطار تلبية احتياجات سوق العمل من التخصصات الحديثة والمهن المطلوبة؛ مما يسهم فى خفض معدلات البطالة، ويعزز من دورها فى دعم التنمية المستدامة، وإيجاد حلول عملية للتحديات التى تواجه المجتمع والعمل على تشجيع الإستثمار خاصة وأن أى مستثمر سواء كان مصريا أو أجنبيا عندما يفكر فى إنشاء مشروع خاص به سواء كان مصنعا أو شركة أو مزرعة أو فندقا أو غيره من أشكال الإستثمار فهو يحتاج إلى عمالة فنية وتكنولوجية مدربة على أعلى مستوى ، وهذا ماسوف يوفره التعليم الفنى فى ثوبه الجديد فى مصر فيما يسمى " بالبكالوريا التكنولوجية " التى تجمع بين الدراسة النظرية والجوانب التطبيقية لكل مايدرسه الطالب داخل المصانع والشركات المتخصصة فى ذلك قبله تخرجه وسوف تشترك هذه المصانع وهذه الشركات فى تقييم هذا الطالب طوال فترة تدريبه بها قبل تخرجه

ـ ولتحقيق ذلك تم مؤخرا افتتاح (36) مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع كبرى الكيانات الصناعية ورجال الصناعة خلال عام 2025/ 2026، ليصل إجمالي عدد هذه المدارس إلى (115) مدرسة. كما تم إبرام بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة العمل؛ لإنشاء مدارس للتعليم الفني داخل (37) مركزًا للتدريب المهني والإستفادة من الإمكانيات الضخمة الموجودة بهذه المراكز فى عملية التطبيقات العملية لممارسة العديد من المهن داخل المجتمع ، كما تم تطوير واستحداث عدد (37) برنامجًا لتطبيقها بالمدارس الفنية المتقدمة طبقًا لمنهجية الجدارات.

كما تم أيضا إبرام بروتوكول تعاون مشترك مع الجانب الإيطالي عبر (50) شركة إيطالية لإنشاء مدارس للتكنولوجيا التطبيقية في مجالات متعددة.ـ كما تم اعتماد مناهج مطورة في (581) مدرسة، وتطبيق منهجية الجدارات المهنية في (30) مدرسة صناعية و(18) مدرسة زراعية، وهذه المناهج جاءت ملبية لاحتياجات سوق العمل ـ كما تم اعتماد (100) إطار برنامج لتخصصات مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وجارٍ إعداد (20) إطارًا تخصصيًا جديدا.

كما تم كذلك التوسع في نموذج " التعليم الفنى المزدوج " الذى يربط الطالب ببيئة العمل ليصل عدد الطلاب الملتحقين به إلى (64) ألف طالب بدلا من (18) ألف طالب، مما يبرهن على أن التعليم الفنى فى مصر يسير بخطى ثابتة نحو التميز.

أما فى مجال التعليم العالى فقد أصبح متاحا أيضا أمام خريجى التعليم الفنى إستكمال تعليمهم الجامعى بسهولة خاصة فى الجامعات التكنولوجية التى وصل عددها الآن فى مصر إلى مايزيد عن 10 جامعات تكنولوجية وسيتم زيادة أعدادها خلال السنوات القليلة القادمة لتشمل كل محافظات مصر ، وأصبحت هذه الجامعات تخصص مايزيد عن 70% من الأماكن بها لخريجى التعليمى الفنى و30% لطلاب الثانوية العامة ، لذلك فإننى أؤكد أن قطار تطوير التعليم الفنى قد بدأ ـ وأن شهادة البكالوريا التكنولوجية الجديدة قادمة

كاتب المقال الكاتب الصحفى رفعت فياض مدير تحرير مؤسسةأخبار اليوم وعميد محررى التعليم