بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

«نقاد وفنانون»: التقنيات الجديدة أضافت بعدًا جماليًا للفنون

فعاليات موسم اصيلة الدولى
داليا فوزى -

أكد مشاركون في ندوة "الفن وسلطة التقنية"، التي تواصلت على مدى يومين، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 46 أن التقنيات الحديثة أضافت بعدًا جماليًا جديدًا للفنون، كما أسهمت في بلورة وعي فني معاصر يُجسّد التحوّلات الثقافية والتكنولوجية لمجتمعاتنا الراهنة.

وقال منسق الندوة الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين، إن التقنية أصبحت سلطة، توجه التعبيرات وتهيمن على اختيارات الفنانين، وما يبذلونه من جهود في الإنجاز والتعبير.

وأشار إلى أن تاريخ الفن هو تاريخ للاجتهاد التقني الذي بذله الذهن البشري وبالتالي فهو تاريخ لتقنيات التعبير الفني.

وأكد ماجدولين إننا نعيش انقلابا من مرجعية المبدع إلى مرجعية الجهاز ومرجعية التقنية، وذكر أن الفنون الرقمية أظهرت لحظة مختلفة تستدعي أسئلة جديدة.

من جهته قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة حاتم البطيوي، إن التقنية أصبحت في زمننا الراهن مكوّنًا أساسيًا من مكوّنات الممارسة الفنية، ولم تعد تقتصر على كونها أداة مساعدة أو وسيطًا آليًا فحسب، بل تحوّلت إلى فضاء إبداعي مستقل يُعيد تعريف مفاهيم الفن والجمال والتجربة الجمالية ذاتها.

ونوه إلى أن الفنان المعاصر صارت له إمكانات غير مسبوقة في التعبير والتجريب، مع تطوّر الوسائط الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتصوير ثلاثي الأبعاد، والواقع الافتراضي.

وأكد البطيوي أن التقنية باتت تسهم في توسيع وسائط التعبير الفني، حيث تجاوز الفن حدوده التقليدية المألوفة، المحصورة في الرسم والتصوير والنحت والتنصيبات، ليتجسّد في أشكال جديدة مثل الفن الرقمي، وفن الفيديو، والفن التفاعلي، والتركيبات السمعية - البصرية، والفن القائم على البيانات.

وأوضح البطيوي أن هذه الأشكال سمحت للفنان بترجمة أفكار معقدة بأساليب مبتكرة، كما مكّنت الجمهور من خوض تجارب حسّية مثيرة والمشاركة بفاعلية في العملية الإبداعية، وأدت في نفس الوثت إلى ( دَمقرطة الإبداع الفني) إذ لم يعد الفن حكرًا على النخب أو المؤسسات الأكاديمية والمتاحف، بل أصبح متاحًا للجميع عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.

ومن مصر قدم الدكتور علي سعيد رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون بوزارة الثقافة المصرية، سردا مفصلا لعلاقة الفن بالتكنولوجيا منذ العصور القديمة، وصولا إلى عصر الذكاء الاصطناعي.

وقال :"إن الفن ظل لقرون يتطور في ذاته، على مستوى التجريد واكتساب المهارات التقنية والتماس مع الرياضيات بشكل رمزي".

وأوضح سعيد أننا على أعتاب تطورات سريعة متلاحقة أخرى، سيكون الفنان المستفيد الأكبر منها؛ وبالتالي فكلما وصل الذكاء الاصطناعي إلى مناطق ليست في تصورنا الآن، كلما فتح أبوابا أمام أعين المبدعين، غير أن العقل البشري سيظل دوما هو الأساس في شحن مخيلة المبدع.

وشارك في الندوة فنانون من تايلاند والمغرب وفرنسا.