بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

‏الأغاني الوطنية.. صوت مصر في زمن الحرب من النكسة إلى النصر

نجوم الأغاني الوطنية
داليا فوزى -

‏في لحظات الشدة والانكسار، وفي أوقات الصمود والانتصار، كانت الأغنية الوطنية دائمًا في الصفوف الأولى، تسند الروح المصرية وتزرع الأمل في القلوب.

فمن نكسة 1967 مرورًا بحرب الاستنزاف، وصولًا إلى نصر أكتوبر 1973، لم تتوقف مصر عن الغناء للوطن، ولا عن تحويل الألم إلى طاقة تدفعها نحو النصر.

زمن النكسة.. الأغنية تواسي وتنهض

‏‏بعد هزيمة يونيو 1967، عم الحزن ربوع مصر، لكن الأغنية كانت أول من حاول لملمة الجراح. خرجت أصوات مثل عبد الحليم حافظ بأغنية "عدى النهار" من كلمات عبد الرحمن الأبنودي ولحن بليغ حمدي، التي صورت مرارة الهزيمة وحنين المصريين لاستعادة الكرامة.

‏كما جاءت أغنيات مثل "إن غضبنا" لشادية لتؤكد أن ما حدث لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لرحلة صمود جديدة.

‏‏حرب الاستنزاف.. الغناء للمقاومة

‏في سنوات حرب الاستنزاف (1968-1970)، تحولت الأغنية الوطنية إلى سلاح مقاومة معنوي. كانت الأناشيد تبث عبر الإذاعة لرفع الروح القتالية للجنود، وكانت فترة الاستنزاف بها أكثر الأغاني الوطنية ومن أبرزها:

‏البندقية اتكلمت : غناها عبد الحليم حافظ، كتبها الشاعر محسن الخياط ولحنها الموسيقار بليغ حمدى عام 1969 أثناء معارك الاستنزاف.

‏أحلف بسماها وبترابها : غناها عبد الحليم حافظ، كتبها عبدالرحمن الأبنودي ولحنها كمال الطويل، وهي الأغنية التي كانت تحمل الأمل معها للانتصار .

‏‏خلي السلاح صاحي : غناها عبد الحليم حافظ، وكلماتها لأحمد شفيق كامل، وألحان كمال الطويل عام ١٩٦٨

‏‏أم البطل: غنتها شريفة فاضل، وكتابتها الشاعرة نبيلة قنديل وألحان على إسماعيل ، وغنتها تخليداً لذكرى نجلها الملازم أول طيار سيد السيد بدير، الذي استشهد خلال حرب الاستنزاف.

‏ ‏رايحين في إيدنا سلاح : أول ما بثته الإذاعة مع بداية الإنتاجات الجديدة، وهي أغنية خاصة بفيلم "العصفور". 1972 والتي تم بثها بعد ذلك في حرب اكتوبر

‏‏حبيبتي يا مصر : غنتها شادية عام 1970 من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي.

‏‏"فدائي" : لعبد الحليم حافظ أُعدت خصيصًا لتكريم المقاتلين في الجبهة، في حرب الاستنزاف غناها عام 1968.

‏أغاني نصر أكتوبر

‏خرجت أغاني نصر أكتوبر بشكل عفوي ولحظة من تفاعل الفنانين مع الحدث، وفتحت استديوهات التسجيل أبوابها لاستقبال هذه الأغاني.

‏وبدأ التسجيل بعد أربع أيام تقريبا من العبور، وكانت من أول الأغنيات التي لحنها بليغ حمدي وسجلها في الإذاعة "على الربابة، حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة"، بصوت وردة الجزائرية، عبد الرحيم منصور.

‏وتبعها نشيد "الله أكبر بسم الله" الشهير من أداء المجموعة (الكورال). ولحن بليغ لشادية "عدينا الهزيمة يا مصر يا عظيمة".

‏وأيضا قامت السندريلا سعاد حسني، بتقدم أغنية «دولا مين ودولا مين»، والتي غنتها بعد إندلاع حرب أكتوبر، حيث قامت السندريلا بالتواصل مع الإذاعي وجدي الحكيم، وطلبت منه الغناء للأبطال على الجبهة، وعرضت عليها أشعار أحمد فؤاد نجم، ولحن الموسيقار كمال الطويل، ليوافق الحكيم على تقديم الأغنية.

‏ولم تتوقف أغاني النصر عند يوم العبور ولكنه استمرت لفترة بعد ذلك فقدم عبد الحليم حافظ "صباح الخير يا كلمات الأبنودي ألحان بليغ حمدي، تحية لأرض سيناء بعد تحريرها جزئيًا، وغناها حليم رغم مرضه الشديد.

‏وأغنية "عاش اللي قال" لعبد الحليم حافظ كتبها محمد حمزة احتفالًا بالنصر، وغناها حليم في حفلات ضخمة وسط هتافات الجماهير.

‏‏وستبقى أغاني النكسة والاستنزاف وأكتوبر هي القلب الحقيقي لذاكرة الوطن، لأنها لم تكن مجرد ألحان بل شهادات صادقة على وجع وانتصار المصريين.