بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلي يكتب : فلننتبه لأهمية الحبيب فى حياتنا ، والصديق من حولنا .

محمود الشاذلى
-

اليوم الجمعة يوما مباركا في حياة المسلمين وفيه أرى ضرورة مراجعة النفس والوقوف أمام الذات ، وإستحضار الأحداث ، والتعايش مع منعطفات الحياه ، لأن فيها من العبر مايكفى لردع مابداخلنا من جموح ، وإضفاء حاله من الزهد على مجريات حياتنا ، خاصة بعد إدراك أن الحياه لاقيمة لها ، وأنه مهما سعى فيها الإنسان وتقلد المناصب ، وتجبر على خلق الله ، وجمع الأموال ، وحرص على الإقامه فى أفخم الأحياء ، ستكون نهايته أن يوارى جسده التراب فى قبر طولا وعرضا أمتار ، ومهما كان مشيدا وفخيما كما حدث فى الفتره الأخيره نهجا عند البعض إلا أنه فى النهايه قبرا يوارى مابه من تراب الأجساد ، ولعلها فرصه نجدد فيها الإيمان بقول لاإله إلا الله محمد رسول الله .

اليوم الجمعه لعله فرصه أن ننتبه لأهمية الحبيب فى حياتنا ، والصديق من حولنا ، والجار ننعم بطيفه ، والإنتباه أن هؤلاء جميعا قد يكونوا فاعلين مع المريض أكثر بكثير من إخوته ، وأقاربه ، وأرحامه البعيدين سكنا عنه ، ماأروع أن يتقاسم المريض مسلوب الإراده ، فاقد الرغبه فى الحياه الأنفاس مع صديق حبيب يكون له السلوى ، والراحه ، والسكينه ، والمخرج من الحاله النفسيه الصعبه التى تلازمه ، إستشعارا بالإنكسار ، وتألما أنه بات على وشك الرحيل عن هذه الحياه لكنه لم يقدم من الخير مايجعله مطمئن أنه سيكون معه شفيع .

شاء القدر أن أظل أياما كثيره مترددا على كل أنواع المستشفيات الحكوميه ، والجامعيه ، والإنتباه جيدا لأحوال المرضى من الناس ، جميعا يتألمون البسطاء والعظماء ، ومن لهم شأن مجتمعى كبير ومن لاشأن لهم ، جميعهم يتناولون الدواء ويكونوا مسلوبى الإراده بين يدى الطبيب ، جميعا على سرير يتجاورون فى العمليات ، يخضعون لمشرط الجراح ، جميعا وأهاليهم يرجون رحمة الله تعالى رب العالمين سبحانه .

إنتابتنى حاله من الزهد ، وفقدان الشهيه ، تأثرا بصديق عزيز هو مثالا طيبا للإحترام ، يعانى من أمراض عده شفاه الله وعافاه ، رافقته إلى مركز أورام طنطا والحمد لله أنقذه الأطباء ، وبذلوا معه فى العنايه جهدا كبيرا ، وكذلك مع غيره من المرضى الذين ليس معهم أحد ، خدمة طبيه تستحق فى معظمها الشكر والتقدير ، ويستحق القائمين عليه كل الدعوات الطيبات الدكتور محمد شوقى الموافى مدير المركز ، والأكارم الفضلاء الدكتور مها خلف مدير المركز السابق ، والدكتور جمال خضر نائب مدير المركز ، وطاقم التمريض .

وهكذا يستحق أطباء مستشفيات جامعة طنطا بقيادة الرائع الدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا ورئيس مجلس إدارة المستشفيات ، الذى سيظل في الوجدان حتى ولو إنتهت فترة عمادته الثانيه لكلية الطب ، ورئاسته لمجلس إدارة المستشفيات ، والدكتور حسن التطاوى المشرف العام على المستشفيات ، والأحباب الغاليين أصحاب الفضل الدكتور محمد سمير مدير المستشفى الفرنساوى الجامعى ، والدكتور أحمد سويلم مدير مستشفى الجراحات الجامعى الذين ابدع الدكتور أحمد غنيم صاحب الرؤيه الصائبه عندما دفع بهما في القياده ، وفى مستشفى الطلبه يظل الدكتور عبدالحميد البهنسى علامه مضيئه حتى وإن أنعم الله عليه أن أدى رسالته في الإداره كمديرا للمستشفى ورئيسا لقسم المسالك بطب طنطا ، وهو يتمتع بكامل الصحه ، وجميع أطباء مستشفى الكلى الكرام ، ويبرز الدكتور محمد سلام مدير مستشفى طنطا العام كأحد أعظم الأطباء بوزارة الصحه لأنه طبيب بدرجة إنسان ، وحيث كنت أتعايش فى تلك الأجواء مع الأحباب من المرضى أدركت كيف أنه بين عشية وضحاها تتبدل أحوال الناس حيث يودع الرجل السعاده ، وتنتابه التعاسه ، ويسيطر عليه القلق الشديد ، وذلك تأثرا بمرض يعانى منه فجأه ، أو زوجته ، أو أحد إخوته ، أو أحد أبنائه ، وتصبح المستشفيات ومتابعة الأطباء نمط سلوك فى حياته ، والسعيد من تكون كل تلك الأمور مصدرا للعبره بالنسبه له ، فهل ننتبه .