الكاتب الصحفى سمير دسوقى كلمة حق.. بين الطب والرياضة

عندما يؤدي المسؤول عمله بكفاءة، فهذا هو الطبيعي والمطلوب. لكن حين يبدع في موقعه، ويقدم أداءً استثنائيًا، فإن الإنصاف يقتضي أن نصفق له، وأن نقول كلمة حق، بعيدًا عن المجاملات أو الحسابات الضيقة.
هذا ما أردت التأكيد عليه من خلال الحديث عن الدكتور أحمد عطا، الذي صدر بحقه قرار إداري مؤخرًا عقب حادثة طبية مؤسفة بمستشفى 6 أكتوبر، نتج عنها إصابة عدد من المرضى بمضاعفات خطيرة في الإبصار.
وأنا إذ أكتب هذه السطور، فإنني أؤكد - كشاهد عيان وكمتابع عن قرب - أن الدكتور أحمد عطا لا يتحمل مسؤولية مباشرة عما حدث، بل تشير المعلومات إلى أن الخطأ الطبي كان فرديًا من أحد الأطباء، ولا يجوز تحميل المسؤولية الإدارية الأعلى نتائج تقصير فرد دون تحقيق منصف وشامل.
الدكتور عطا، الذي عرفه الجميع خلال جائحة كورونا، لم يكن مجرد مدير لمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، بل كان جنديًا في الميدان؛ يبيت داخل المستشفى ليل نهار، يقود فريقه بقدوة شخصية قبل أن يكون بتوجيه إداري. وشهد له العاملون والأطباء بأنه كان أول من يصل وآخر من يغادر.
كما لعب دورًا كبيرًا في دعم وتطوير منظومة التأمين الصحي الشامل، التي باتت إحدى إنجازات الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما جعله يحظى باحترام واسع داخل الوسط الطبي.
من هنا، أناشد الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، بإعادة النظر في القرار الصادر بحق الدكتور عطا، حفاظًا على الكوادر الوطنية التي أثبتت كفاءتها في أوقات الأزمات.
أما الكلمة الأخرى، فهي رياضية...
بعد فوز الأهلي على الزمالك في قمة كروية مثيرة، أود تسليط الضوء على إنجاز المدرب الوطني عماد النحاس، الذي تولى قيادة الفريق في فترة حرجة. وكان البعض يتوقع أن ينحدر الفريق إلى مراكز متأخرة، لكن النحاس أعاد الروح إلى الفريق، ونجح في قيادته إلى المركز الثالث، بدعم من مجموعة مخلصة من أبناء النادي.
عماد النحاس، نموذج للمدرب الوطني الكفء، الذي لا يحتاج لجواز سفر أجنبي ليحظى بثقة الجمهور والإدارة. فمتى نتخلص من "عقدة الخواجة"؟ ومتى ندرك أن أبناء الوطن قادرون على النهوض بالمؤسسات والفرق إذا ما أُعطوا الفرصة؟
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أقول:
تحيا مصر... تحيا مصر... تحيا مصر.