بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

استشارى نفسى: انشغال الأهل بالعمل ووسائل التواصل خلق فراغا نفسيا لدى الأبناء

وسائل التواصل الاجتماعي
ايمي حمدى -

أكدت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أن اختفاء "لمة الأسرة" خلال السنوات الأخيرة بسبب ضغوط العمل والانشغال الدائم ووسائل التواصل الاجتماعي، أدى إلى غياب أحد أهم الطقوس التي تمنح الأمان النفسي للأطفال والكبار على حد سواء.

في لقاء على شاشة التليفزيون المصري أوضحت أن الأسرة المصرية في الماضي كانت تتميز بانتظام مواعيدها اليومية، حيث كان الأب يعود إلى المنزل في وقت محدد ليتجمع الجميع على مائدة الغداء، ثم يقضون وقتًا مشتركًا معًا، وهو ما لم يعد قائمًا مع تغير أنماط الحياة وتعدد الالتزامات اليومية.

وأضافت أن غياب هذه الطقوس لا يمر مرور الكرام، بل يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الأبناء، يصل في بعض الأحيان إلى درجة "التروما"، حتى لو لم يدركوا ذلك في لحظتهم الحالية، مؤكدة أن الذكريات الجماعية والعادات اليومية داخل البيت تمثل "جزيرة الأمان" التي تحمي الأطفال من ضغوط الحياة وتمنحهم شعورًا بالاستقرار الداخلي.

وتابعت أن الطفل الذي ينشأ في ظل طقوس أسرية يومية منتظمة يشعر بالأمان حتى وإن كان يرفضها أحيانًا، بينما غيابها يؤدي إلى شعوره الدائم بعدم الاستقرار، وهو ما يظهر لاحقًا في سلوكه ومواقفه مع المجتمع. وأشارت إلى أن هذه الطقوس لا تفيد الأطفال فقط، بل الكبار أيضًا، إذ تذيب الفوارق داخل الأسرة وتخلق شعورًا بالتقارب بين الأب والأم والأبناء.

وأكدت استشاري الصحة النفسية أن المراهقين أكثر الفئات التي تعلن رفضها لهذه الطقوس، إلا أنهم في داخلهم يدركون قيمتها الحقيقية، ويشعرون بالاطمئنان لوجودها باعتبارها "الظهر والسند" الذي يلجأون إليه عند الحاجة، مشددة على ضرورة إعادة إحياء لمة الأسرة بوصفها أحد أهم ركائز بناء الصحة النفسية للأجيال القادمة.