بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: بكالوريا .. بالعافية !!

الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد
-

ونحن نستقبل عام دراسى جديد نتمنى أن يكون خاليا من الأزمات التى تنغص حياة أولياء الأمور وأن يكون عاما هادئا مستقرا تتحقق فيه كل الأمانى الطيبة للنهوض بالعملية التعليمية ، ولكن نخشى من إفتكاسات وزارة التعليم التى يقبع على رأسها السيد محمد عبداللطيف صاحب واقعة شهادة الدكتوراة الشهيرة.
وكما يقولون أن أول القصيدة كفر فقد بدأت الأزمات تبدو فى الأفق قبل أن يبدأ العام الدراسى وقامت الوزارة باصدار تعليمات غير رسمية لجميع المسئولين فى مختلف الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالعمل على إجبار طلاب الصف الأول الثانوى على الدخول تحت وطأة نظام البكالوريا الذى إستحدثه الوزير والعمل على عدم دخول نظام الثانوية العامة المتعارف عليه.
فى البداية قامت الوزارة بارسال استبيان لطلبة الإعدادية بمختلف المدارس فى نهاية العام الدراسى الماضى وأثناء إمتحانات طلاب المرحلة الإعدادية غرضه إستطلاع رأى هؤلاء الطلاب حول نظام البكالوريا ونظام الثانوية العامة وأيهما يفضل الطالب وهو الاستبيان الذى لم يعلم عنه شىء جميع الطلاب وتم تحريره بمعرفة مسئولى المدارس بالأمر المباشر بأن تظهر نتيجته أن ٩٠ % من الطلاب يرغبون فى نظام البكالوريا ليخرج بعدها الوزير مزهوا بنفسه زاعما أنه حقق إنجاز عظيم للطلاب معلنا أن نسبة ٩٠% من الطلاب يفضلون البكالوريا.
لم يكتف الوزير بتضليل الرأى العام بل أصدر تعليمات سرية لجميع مديرى المدارس الثانوية بالضغط على أولياء بقبول نظام البكالوريا خاصة فى حالات النقل من مدرسة لأخرى بالإضافة إلى أن البكالوريا فرض عين على طلبة الخدمات بلا أى إختيار وأضطر عدد كبير من أولياء الأمور للموافقة مرغمين تخوفا من عدم قبول ملفات أبنائهم.
وقد شهدت السوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة عدد من الخلافات بين أولياء الأمور ومديرى المدارس كان أبرزها واقعة لمديرة مدرسة المشير محمد عبدالغنى الجمسى بالأسكندرية والتى تعترف بأن الادارة التعليمية التابعة لها المدرسة أبلغتها هاتفيا بتوجيه الطلاب نحو البكالوريا وغيرها من المواقف التى دفعت أولياء الأمور نحو توجيه بلاغات رسمية وشكاوى لمختلف الجهات الرقابية والأمنية.
تتزامن هذه المواقف من جانب مديرى المدارس مع تصريحات لوزير التعليم الذى يحاول تبرئة نفسه حيث أعلن خلالها أن نظام البكالوريا نظام اختياري مجانى يتقدم إليه من كان حاصل على شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي، وتُطبق عليه ذات قواعد قبول الطلاب بالثانوية العامة، سواء شروط القبول أو المجموع الكلي للدرجات اللازم للقبول المقرر بالتنسيق الخاص بكل محافظة، وتكون مدة الدراسة في نظام البكالوريا ثلاث سنوات، ويمنح الطالب بعد إتمامها شهادة البكالوريا التي تكافئ شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة.
تصريحات براقة وأساليب ملتوية ليس لها هدف سوى خداع الرأى العام والعمل على إخفاء الرغبات الحقيقية للطلاب وأولياء أمورهم فى إختيار النظام الذى يرونه مناسبا لهم ولقدراتهم.
الصراع بدأ مبكرا وهذا لن يصب فى مصلحة العملية التعليمية وإنما سوف يؤدى لمزيد من الإحتقان بين شريحة كبيرة من أولياء الأمور وبين الوزارة بقيادة محمد عبداللطيف والمطلوب أن تتحقق رغبة جميع الطلاب فى الإختيار المناسب لكل طالب أما الإصرار على البكالوريا " بالعافية " وبالإجبار لن يصلح أحوال الطلبة وليس معقولا أنه لكى يثبت الوزير أن فكرته " البكالورية " هى الأنسب أن يقدم نسب الرغبات بطريقة لا تخلو من الغش والتدليس كى يرضى عنه الكبار وينال رضا البنك الدولى الذى وضع خطة تخريبية للتعليم فى مصر والتى يتم تنفيذها الآن على أكمل وجه.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى