الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب :فوضى إعتلاء منابر المساجد !!

واقعة صبى الدقهلية الذى إعتلى منبر أحد المساجد الأهلية غير التابعة لوزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية والذى تطاول على الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ووصفه بأنه " يوم منيل بستين نيلة " تفتح ملف مسكوت عنه منذ عدة سنوات رغم أهميته القصوى خاصة فى ظل وجود جماعات متطرفة لازالت تعمل فى الخفاء متربصة بالوطن منتظرة الفرصة السانحة للظهور القبيح مرة أخرى لزرع الفتنة بين مختلف فئات الشعب .. وهذا الملف هو إعتلاء المنابر والقاء الخطب والسماح لكل من هب ودب سواء كان مؤهل لذلك أو غير مؤهل فى القيام بتلك المهمة شديدة الصعوبة لكل من يدرك مدى مسئولية إعتلاء منبر رسول الله ( ص ) .. هذه المسئولية الضخمة أصبحت " سداح مداح " فى جميع المساجد بما فيها المساجد التابعة لوزارة الأوقاف ، والخطورة الحقيقية تكمن فى أن كثير من هؤلاء الذين يعتلون المنابر بدون وجه حق عناصر تابعة للجماعات الظلامية المتشددة التى تسعى لبث سمومها فى عقول المصلين وتخترقها وتضع بها أفكار شاذة تخدم عقائدهم الفاسدة القائمة على العنف والتطرف وتقوم بالتحريض على مؤسسات الدولة ، وينفذون تلك المخططات المشبوهة فى القرى والنجوع والمناطق الشعبية التى لا يتمتع أهلها بقدر كاف من الثقافة الدينية والعلمية.
الادارات المختلفة التابعة لوزارة الأوقاف تسعد كثيرا بتوافر العناصر التى لديها القدرة على القاء الخطب لأن هذه العناصر " تسد الخانة " التى تعانى منها تلك الإدارات التى لا يتوافر لديها العدد الكافى من الأئمة والخطباء لتغطية المساجد الواقعة فى نطاق كل إدارة فى الوقت الذى ترفض فيه الدولة تعيين خطباء أو أئمة جدد أو حتى عمال رغم العجز الشديد .. يحدث ذلك فى الوقت الذى نجد فيه مسئولى تلك الإدارات مطالبون بتغطية العجز بأى وسيلة لذلك كان الاتجاه إلى الإعتماد على الأهالى سواء خطباء أو أئمة لديهم الملكة على أداء هذا الدور وكذلك الشىء للعناصر العاملة الراغبة فى البحث عن ثواب خدمة المساجد ، ومن ثم سداد العجز التى تعانى منه المساجد فى مختلف الإدارات التابعة للأوقاف فى مصر.
ومن هذا المنطلق فليس غريبا أن نجد الوزارة تترك الحبل على الغارب لتلك العناصر المغرضة التى تفتح عقول الجالسين أمامهم بكلمات رقيقة عن الدين ثم تضع السم فى العسل وتحشو تلك العقول بأفكار دموية ملوثة بالتطرف وتحض على كراهية الدولة وتدعو للعنف والتحريض وتكفير المجتمع وترفض الدعاء لأولى الأمر.
كما أنه فى حالة حدوث مصيبة أو وقوع كارثة بسبب هذا الخطيب غير المؤهل الذى لا يكلف نفسه سوى ارتداء جلباب وطاقية أو طربوش فتلك هى " عدة الشغل " فلا يقع عليه أى لوم أو عقاب فقط يمنع عن صعود المنبر وذلك بعد الإستعانة برجال الأمن و يكون التحقيق مع مفتش المنطقة التي تضم في طياتها المسجد وهو تابع له في خط السير والبالغ عدد المساجد التي يقوم بالمرور عليها نحو 150 مسجد أو يزيد عن ذلك أو يقل حسب المنطقة المشرف عليها والتابع لها .. وهنا التساؤل الذى جاء على لسان فضيلة الشيخ محمد رمضان المحمدى المدير العام السابق بوزارة الأوقاف حول كيفية وقوع الجزاء على شخص واحد مسئول عن كل هذا العدد من المساجد وليس لديه وسيلة مواصلات تمكنه من المرور على جميع مساجد المنطقة أو على أكثرها على الأقل في يوم واحد مثل يوم الجمعة والذى يحصل على مبلغ زهيد للغاية مقابل هذا العمل المضنى.
وهل يحاسب المفتش على فكر لم يعرفه ولم يطلع عليه أم أنه كان مفترضا عليه أن يدخل في رأس الخطيب حتى يعلم ما سيقوله أم أنه لا بد أن يكون عنده توقعات مستقبلية لمعرفة مثل هذه الأمور.
بل وكيف يحاسب ويحول إلى التحقيق مدير الإدارة بحجة أنه مسؤول ضمنيا مع المفتش علما بأن عدد المساجد والزوايا تحت إشرافه ربما وصلت إلى عدد 1000 مسجد وزاوية.
لا شك أن الأمر فى غاية الخطورة ولابد من جميع المسئولين المعنيين أن ينتبهوا قبل أن تدخل مصر فى دوامة من الظلام الفكرى والتشدد الأعمى الذى يبث الفتنة والفكر الدموى داخل المجتمع.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى