في ذكرى رحيله.. خيري شلبي من صفحات الرواية إلى سحر الشاشة

تحل اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر ذكرى رحيل الأديب الكبير خيري شلبي الذي رحل عن عالمنا عام 2011، تاركا وراءه إرثًا أدبيًا متنوعًا ما بين الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي. ولعل الأهم في مسيرته أنه استطاع أن يعبر من الورق إلى الشاشة، ليتحول عدد من أعماله إلى مسلسلات وأفلام تركت بصمة خاصة في الدراما المصرية.
"الوتد".. دراما من قلب الريف
يُعد مسلسل «الوتد» (1996) من أشهر ما كتب خيري شلبي وتم تحويله للدراما. أخرجه أحمد النحاس وجسدت دور البطولة فيه هدى سلطان في شخصية «فاطمة تعلبة»، إلى جانب يوسف شعبان وفادية عبد الغني.
المسلسل كشف تفاصيل دقيقة من حياة الريف المصري، وقدم صورة حقيقية عن العلاقات داخل العائلات الممتدة، وهيمنة الأم القوية التي تلم شتات الأسرة. «الوتد» أصبح علامة من علامات الدراما المصرية، وما زال يعرض حتى اليوم ويجد متابعة واسعة، لأنه ببساطة خرج من قلب الواقع.
"وكالة عطية".. وصوت المهمشين
من أبرز روايات خيري شلبي أيضًا «وكالة عطية» التي تُرجمت إلى مسلسل عام 2009 من إخراج وسيناريو وحوار رأفت الميهي وبطولة حسين فهمي.
الرواية تدور حول الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهور الذي يعتدي على مدرسه فيتسبب هذا في طرده من المعهد وسقوطه إلى العالم السفلى: وكالة عطية: مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء في المدينة. ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيري شلبي في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة بل تكاد تكون خيالية. حصلت هذه الرواية على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003، وصدرت بالإنجليزية عام 2007.
الكومي وثلاثية الأمالي
مسلسل "الكومي" بطولة ممدوح عبد العليم وإلهام شاهين يدور حول شاب من الصعيد من عائلة فقيرة، والذي كان يحلم بأن يصبح غنيًا، وعندما يفشل في ذلك يفكر في النزول للقاهرة حتى يستطيع تحقيق حلمه.
والمسلسل مأخوذ عن الكتاب الثاني من سيرة الأمالي ـ لأبى على حسن ولْد خالي، التي ألفها خيري شلبي ليفتتح بها عالما جديدا في الرواية العربية، فبينما تدور الأحداث في بلاد الصعيد وعالم أبناء الليل ومطاريد الجبل والمهمشين الذين يعيشون على تخوم المدينة فيما بين الحضارة والبداوة، يوجد بناء فني مركب، تتمثل فيه حضارة مصر القديمة والحضارة القبطية والإسلامية.
"سارق الفرح".. من الورق إلى السينما
لم يقتصر حضور خيري شلبي على الشاشة الصغيرة، بل امتد للسينما أيضًا. فقد تحولت قصته «سارق الفرح» إلى فيلم أخرجه داوود عبد السيد عام 1995، واعتُبر من الأفلام المهمة التي ناقشت الهامش الاجتماعي في مصر.
واقعية الهامش
اتسمت أعمال خيري شلبي بواقعيتها الشديدة في تصوير حياة البسطاء، وشخصياته القريبة من الجمهور التي تبدو وكأنها مأخوذة من قلب الشارع المصري، جعلتها مواد سهلة الوصول للجمهور من القراء ، بجانب لغته الخاصة التي تمزج بين الفصحى والعامية، مما يجعل الحوار حيًّا وسهل التحويل إلى مشاهد تمثيلية.