بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الإنتخابات والوطن الذى أحببته .

محمود الشاذلى
-

وسط الترديات ، وصراع الإنتخابات التي لم تبدا بعد ، أناجى وجدانى ، وأحاكى نفسى ، وأبحث عن مصر التى أعشقها ، والوطن الذى أحببته ، والدفىء الذى عايشته طفلا فى رحاب العائله ، أبحث عن الناس الطيبين الذين أدركتهم فى مقتبل العمر بكريم صنيعهم ، وطيب نفوسهم ، ودماثة خلقهم ، أبحث عن الناس الذين كانوا يضرب بهم الأمثال فى الشهامه ، والمروءه ، والشرف ، والصلابه ، والعقلانيه . أبحث عن الأمان المفتقد فى تعاملات الناس ، أبحث عن السعاده ليتعايش معها أبنائى وأحفادى قبل رحيلى بعد أن أصبحت أحد أبناء جيل نستعد للقاء رب كريم ، باتت أمنيه أن نودع تلك الحاله الوجدانيه الكئيبه والمأساويه خاصة بعد إدراك حاله من فقدان الوعى ، وتنامى الهزل فى كل مجريات حياتنا والذى يتنامى كلما إقتربنا من الإنتخابات البرلمانيه .

هذا وإن كان بالوطن نماذج نفخر بها فى كافة المجالات خاصة الطبيه ، إلا أننى أجزم أن كثر فى هذا الوطن لا يعرفون شيئا عن أى شيىء ، الكل أصبح يدور فى فلك الهزل .. مزاعم ظننا أنها حقائق ، وحقائق تلاشت من الوجود حيث ذهبت مع الريح .. إتهامات قالوا أنها يقين ، ويقين حقيقى تحول إلى سراب .. أكاذيب أقنعنا البعض بصدقها ، وأمورا صادقه فوجئنا بمن يقول لنا أنها كاذبه .. قهر طال الجميع حتى الذين صفقوا لكل مرشح ونافقوا كل مسئول .. حق ضاع مع ضياع القيمه ولكنهم يصرون على أن نرتضى طواعية بضياعه .. إدعاءات باطله فوجئنا بمن يحاول أن يرسخ لدينا أنها تعبير عن نبض الواقع ، وواقع أليم أوهمنا البعض بأنه السعاده كلها .. بطولات زائفه روج لها البعض ولم يدركوا أنهم بذلك أسقطوا الهيبة ، المحصلة النهائيه أننا فقدنا الإحترام ، وودعنا القيم والأخلاق حتى داخل نفوسنا .

إنتخابات برلمانيه قادمه يستبقها الجميع بالسباب ، والشتائم ، والإدعاءات ، والترويج للهزل أداءا ، وأشخاص ، وضخ أموالا تعدت الملايين ، وتدشين كتائب ألكترونيه لسب وشتم من يعتقد من يدفع بهم أنهم منافسين له رغم أنه بلا قيمه أو قدر ، والأجهزه تتفرج على مشهد درامى سخيف يجعل من يحترم نفسه لايتحدث حتى فى الشأن الإنتخابى ، ويترك الساحه طواعية تفرز نوابا لاعلاقه لهم بالشعب ، الأمر الذى معه نجد تثبيطا للهمم إعترت الناس ، دون إدراك أن هؤلاء من الطبيعى لأنهم إنعكاس لمجتمع متردى .

لم أكن أتصور أن الصراع ، والتخوين ، والتهديد ، والقهر ، يمتد إلى كل شيىء فى هذا الوطن وينعكس على المواطن الفقير ، وذاك المريض الذى يبحث عن الدواء ، ولم يدرك أن هؤلاء البسطاء من أبناء الشعب يئنون من الوجع ، ويكادوا تأثرا بشظف العيش أن يلعنون كل شيىء ، وأى شيىء يتعلق بمجريات حياتهم ، بعد أن فقدوا القدره على التعايش مع الهموم ، والرعب من تنامى منطق الإستجداء ، والبكاء ، في الحصول على الحقوق ، والخوف من تنامى الإجرام المرفوض والمستهجن من السفهاء ، والبلطجيه ، الذين يعتبرون هذا النهج البغيض مبررا للعيش ، وأصبحت لاأعرف إلى أين سينتهى بنا الحال فى مسيرة الحياه بالوطن الغالى ، وبالأدق إلى أين المصير .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .