بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

نبيل الدسوقي.. «خواجة الدراما المصرية» الذي رحل وبقيت أدواره خالدة| صور

نبيل الدسوقي
داليا فوزى -

تحل اليوم 28 أغسطس الذكرى 30 لرحيل الفنان القدير نبيل الدسوقي، الذي غادر عالمنا عام 1995 بعد أن ترك خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز 140 عملًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون والمسرح وعلى مدار مشواره، أجاد تقديم أدوار الخير والشر بنفس البراعة، ليصبح واحدًا من أكثر الفنانين تميزًا في جيله.

البداية من المعهد العالي للفنون المسرحية

ولد حب الفن في قلب نبيل الدسوقي مبكرًا، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتعلّم على يد كبار الأساتذة، من بينهم المخرج الكبير نور الدمرداش، الذي منحه فرصته الأولى عبر عدد من الأعمال التليفزيونية منها «الأب العادل» و«السقوط في بئر سبع».

أيقونة «الخواجة» في الدراما

رغم ملامحه الهادئة التي أهلته لأدوار الأب الطيب والزوج البسيط، إلا أن نبيل الدسوقي اشتهر بدور «الخواجة» في الدراما المصرية، وأصبح وجهًا ملازمًا لهذه الشخصية، ويبقى دوره الأبرز شخصية الخواجة صروف في مسلسل «رأفت الهجان» عام 1987، والتي جسد فيها رجلًا يهوديًا بخبرة واحترافية جعلت المشاهد يصدق تفاصيل الشخصية ومنذ ذلك الحين، التصق به اللقب وظل علامة بارزة في مسيرته.

شراكة فنية مع أسامة أنور عكاشة

لا يمكن ذكر مسيرة نبيل الدسوقي دون التوقف عند أعماله مع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، والتي شكلت نقطة تحول في الدراما المصرية.

شارك في مسلسلات «الشهد والدموع»، «ليالي الحلمية»، «الراية البيضاء»، و«رحلة أبو العلا البشري»؛ حيث قدم شخصيات إنسانية عميقة، تتراوح بين المقهور والظالم، البسيط والمعقد، ليبرهن على مرونته التمثيلية.

شارك في أفلام خالدة مثل:

«على من نطلق الرصاص» (نال عنه جائزة النقاد)

«وثالثهم الشيطان»

«البؤساء»

«ليلة بكى فيها القمر»

«سأعود بلا دموع»

«خيوط العنكبوت»

«ليلة شتاء دافئة»

«زيارة سرية»

تنوعت أدواره بين البطولة والأدوار الثانوية، لكنه أجاد جميعها بقدرة فنية جعلته حاضرًا في ذاكرة المشاهد.

المسرح.. البداية التي لا تُنسى

بدأ من خشبة المسرح وظل وفيًا لها، حيث شارك في أعمال لاقت نجاحًا كبيرًا، مثل: «تلميذ الشيطان»، «أنطونيو وكليوباترا»، «الدبور»، و«الزوجة آخر من يعلم»
وعلى خشبة المسرح، أظهر موهبة مميزة جعلت حضوره لا يقل عن بريقه أمام الكاميرا.

حياة خاصة بعيدة عن الأضواء

على الرغم من شهرته، فضّل نبيل الدسوقي أن يحتفظ بحياته العائلية بعيدًا عن الأضواء، تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب ولدًا (هشام) وابنة (نهى)، وقد ظلّ حريصًا على الفصل بين حياته الفنية والشخصية حتى رحيله.

إرث لا يُنسى

رحل نبيل الدسوقي في مثل هذا اليوم عام 1995 في السبعينيات من عمره، لكن حضوره الفني لا يزال باقيًا، ترك وراءه نماذج إنسانية متناقضة أداها بمهارة نادرة، من البسيط الحكيم إلى القاسي المتسلط.

ويظل «الخواجة صروف» في «رأفت الهجان» أيقونة محفورة في وجدان الجمهور، تخلّد اسم هذا الفنان الاستثنائي الذي أثبت أن الأدوار المساندة قد تصنع تاريخًا لا يقل قيمة عن أدوار البطولة.