بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أمين الفتوى: اللغة العربية تعزز الانتماء للوطن

الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
ايمي حمدى -

أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اللغة العربية تمثل جزءًا أصيلًا من هوية الدين الإسلامي، مشيرًا إلى قول الله تعالى في مطلع سورة يوسف "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، وهو ما يوضح أن فهم النص القرآني لا يقتصر على معرفة اللغة فحسب، بل يمتد إلى علوم البلاغة والنحو والصرف وسائر علوم العربية المتكاملة.

وأوضح ربيع، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الإثنين، أن ضعف الاهتمام باللغة العربية قد يؤدي إلى اهتزاز الهوية الدينية والوطنية لدى الأفراد، لافتًا إلى أن الفكر المتشدد والمتطرف كثيرًا ما ينفذ من هذه الثغرة، حيث يسيء البعض فهم النصوص الشرعية بسبب قصورهم في إدراك معاني اللغة.

وبيَّن أن الإمام الثانوسي رحمه الله، أكد أن من أهم أسباب تكفير المسلمين لبعضهم هو الجهل بلغة العرب، إذ إن من يكفر غيره غالبًا ما يكون بعيدًا عن الفهم الصحيح للنصوص.

وأشار أمين الفتوى إلى مقولة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعلمون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟"، معتبرًا أن هذه المقولة تجسد أهمية تبسيط الخطاب الديني بما يتناسب مع إدراك الناس، وعدم الاقتصار على القوالب النحوية أو القواعد المعقدة التي قد تعيق الفهم.

كما شدد ربيع على، أن من أبرز النماذج التي جسدت هذا التبسيط كان الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، الذي جمع بين التخصص العميق في اللغة العربية والقدرة على تبسيطها لعامة الناس، مما جعل تفسيره للقرآن الكريم قريبًا من القلوب والعقول.

وأكد على أن دور العلماء والمعلمين يكمن في هضم القواعد والعلوم بشكل جيد ثم تبسيطها للناس، تمامًا كما يفعل الطبيب الذي يدرس العلم بلغته الأكاديمية لكنه يشرح للمريض حالته بلغة سهلة ومبسطة، موضحًا أن هذا هو السبيل لتعزيز الهوية الدينية والانتماء للوطن عبر الفهم الصحيح للغة القرآن.