الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الوطنيه التى أعنيها إنطلاقا من الحدود .

جميعا إنشغلنا عن غزه رمز العزه .. جميعا نسيناها حتى من الدعوات .. جميعا أخذتنا عن متابعة مايحدث بها أجواء الإنتخابات البرلمانيه القادمه التى لاأجد حتى الآن أحدا متحمسا لها إلا من يسعى لترشيح نفسه ، والأحزاب التى ترتب أوراقها .. جميعا لم ندرك أن مايتعرض له شعب غزة الأبى جريمه ستلحق بالإنسانيه على مدى التاريخ .. جميعا إنشغلنا بالمهاترات التى يزكيها مأجورين موتورين سفهاء ، ولم نعد ندرك مايحدث على الحدود ، ياكل هؤلاء أيها المغيبون ، الوطن فى محك خطير لذا يستلزم ضرورة الإصطفاف بجد ، إنطلاقا من جهد وعطاء وإستعدادا للتضحيه ، وإعلاءا للواجب الوطنى لدى عموم الشعب ، هذا الشعب العظيم الذى يظهر معدنه الأصيل عند الشده ، هذا وإن كانت هناك آليات تتعلق بتلك القضيه التى تمثل مصيرا للأمه العربيه خاصة فى تلك المرحله ، إلا أنه يجب أن يكون هناك تناغما شعبيا أحسن من ذلك وأعظم .
يتعين أن ننتبه إلى مايحاك لمصرنا الحبيبه فى الخارج والذى تمثل فى تشويهها ، وتقزيم دورها إنطلاقا مما يحدث من سفالات فى حرم سفاراتنا بالخارج ، والتى يتبناها سفهاء مأجورين يستحقون الردع الشديد ، كما يتعين ألا نقف مكتوفى الأيدى حيال هؤلاء ، نحن كشعب قبل الحكومه ، والتصدى بالكلمه والفعل لهم ، وكشف النقاب عن شخوصهم وهويتهم ، وإتخاذ مايلزم لردعهم حتى ولو كانوا مصريين مأجورين ، وتقديمهم للعداله ليكونوا عبره لمن يقترب من مقدرات الوطن الغالى بالداخل والخارج .
تملكتنى حاله من الإرتياح فور إدراك جاهزية قواتنا المسلحه الباسله ، فى ردع أى متنطع يطال حدودنا ، والعمل على مساعدة أهلنا بغزه ، بكافة الطرق والأساليب ، بل كان من الأهمية ان يدرك الجميع تلك التدريبات والمناورات العسكريه التى قامت بها قواتنا المسلحه فى الأيام القليله الماضيه ، ولعلها رسالة طمأنه للشعب الذى يستطيع بلا مزايدات ان يدافع عن الوطن بكل مايملك جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحه .
أقول ذلك عن قناعه وطنيه حقيقيه ، متناغما مع كيانى ، متسقا مع نفسى ، فماأعظم أن يتسق الإنسان مع نفسه ، ويرتضى بقناعاته ، خاصة من هم مثلى الذين أصبحوا فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم فلازاد لهم إلا الحق ، ولارغبة لهم إلا رضاء رب العالمين سبحانه ، ولاهدف لهم إلا أن يكون هذا الوطن الغالى أعظم الأوطان ، وتلك الأمه فى مقدمة الأمم ، وألا يشعرون بالقلق على مستقبل أولادهم وأحفادهم ، لذا لاعجب أن أرى مجتمعنا فى حاجه للتوضيح والتصويب لكن بحق ، ودون مزايده ، وبلا خداع ، وأن نتخلى وبصدق فى حياتنا عما نتعايشه من متناقضات عجيبه ، وغريبه ، ومخزيه ، حيث نرى أمورا بالمجتمع لاتصيبنا بالدهشه وفقط بل بالغثيان والخوف على هذا البلد .
الوطنيه تعنى عند الأحرار الشموخ ، والعظمه ، والكبرياء ، وتلك غايات نبيله ينشدها النبلاء بالمجتمع ، وأحد المرتكزات الهامه التى تفرض على الجميع حتمية التصدى لكل محاولات النيل من هذا الوطن ، من خلال رصد كافة الوقائع الهامه والخطيرة التى يشهدها المجتمع المصرى ، وتصويب السيىء منها ، وتعظيم ذا القدر ، هذا وإن كانت تلك الرساله مسئولية الجميع إلا أنه منوط بها فى المقام الأول أصحاب الخبره ، والرؤيه ، والفهم ، والوعى ، والإدراك لأنهم جميعا أبناء وطن واحد ، وشريحه من مكونات المجتمع ، وطرفا في أى معادله ، بل إن من يتمتع بتلك المكنونات هم من صميم وجدان هذا الشعب ، ومن قاع المجتمع وفيهم بالقطع بعض من يتولون أمرنا فى مواقع كثيره ، لذا ليس من حق أحد المطالبه بالتخلى عن تلك الرساله ، والإبتعاد عن هذه الرؤيه التى يأتى طرحها إعتزازا بأبناء الوطن الكرام ، الذين لايرضون معى لأنفسهم أن يكونوا مشاركين فى تزيين الواقع بالغش والخداع سيرا على نهج فاقدى القدره على العطاء الحقيقى .
خلاصة القول يتعين ان نكون جميعا رجلا واحدا فى الزود عن الوطن ، بعيدا عن الممارسات السياسيه التى أكاد أزهدها ، والنشاط الحزبى الذى أدير له ظهرى ككثيرين بعد أن أدار قادته ظهورهم للشعب وأصبحوا يعظمون نهج اللامعقول واللامفهوم ، وأنهم الفاهمين الوحيدين فى هذا الوطن ومن دونهم تبع ، وأنهم البهوات ومن خلفهم تابعين ، ولعل مايحدث من إجرام صهيونى ينبهنا إلى تعميق كل تلك المعانى النبيله ، وأهمية إدراك أن مايحدث بالمجتمع من مآسى يستلزم إزكاء ومخاطبة الإنسانيه داخل كل أبناء الوطن ، والدخول فى أعماق البشر بصدق ، وكشف العورات والسوءات بإخلاص ، لعلنا نتطهر من الخطايا والذنوب التى ألجمتنا من عظمها ، ويدرك المغيبين أهمية التلاحم الوطنى ، ويتراجع المجرمين عن مخططاتهم .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .