بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : أحوال المواطن المعيشيه بصراحه وعلاقتها بالإنضباط والسياسه .

محمود الشاذلى
-

إستقر اليقين عبر تجارب الحياه ، أهمية أن يتعايش مع هموم الناس ومشكلاتهم ، الساسه ، والنواب ، ومتصدرى المشهد المجتمعى ومن يريد من قادة الأحزاب أن يكون لحزبه دور فاعل بالمجتمع ، وذلك بغية الوصول معهم لبر الأمان النفسى والمعيشى والمجتمعى ، هكذا أدركت ذات يوم وعمق ذلك تلك اللقاءات المتكرره التي كانت تجمعنى وبعض الزملاء النواب مع الوزير كمال الشاذلى والتي في أحدها إعترضت بشده على مقولته السياسه نجاسه ، وذلك تأثرا بما كنت أدركه في شبابى من تصفيق حاد بالمؤتمرات الشعبيه التي كان يعقدها حزب الوفد في المحافظات والذى كنت فيها رفيقا لفؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ، وقادة الوفد ، مرت الأيام ولم يعد يشغل الناس أي زخم سياسى أو حزبى ، اللهم إلا في أيام الانتخابات البرلمانيه عندما كان لدينا عطاء شعبى ، وكان الناس يشغلهم ذلك ، وليس كما هو حادث الآن ، حيث إنشغلوا بلقمة العيش ، ومواجهة أعباء الحياه ومتطلباتها ، وتلاشت المؤتمرات وفقدت تأثيرها ، ولاذ الساسه بالصمت الرهيب بعد وفاة عظماء السياسه .

في زمن مضى كانت كل الحوارات مع عموم الناس والأصدقاء تدور في فلك الزخم السياسى ، ومواقف الساسه والنواب ، وكيف أن النائب علوى حافظ كان يزلزل الكرسى الذى كان يجلس عليه رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ، غضبا من مقاطعته ، وتشويه مايطرح ، والذى لو فعلها نائب الآن لعلق على باب زويله مع إحترامى الشديد ، وماكنت ألمسه من سعادة لدى أبناء بسيون عندما كانوا يدركون مواجهة لى بالبرلمان مع رئيس الحكومه وأعضاء الحكومه من أجل قضايا الوطن والمواطن ، والتى كان ينقلها التليفزيون في تغطيته لجلساته ، وباتت كل الحوارات الآن تنصب حول هموم الحياه ومشكلات المواطن خاصة إرتفاع الأسعار الغير مبرر والغير منطقى ، لذا أتصور أن تناول الواقع المعيشي بات من الضرورات الآن لعلنا كأصحاب أقلام ننبه الأجهزه المعنيه لمواطن الخلل لتداركه ، أو نصل لحلول تعمل على تجاوز تبعاته ، هذا الجشع يتجلى في إرتفاع أسعار الخضر والفاكهة ، الذى بات يزلزل أركان الأسره المصريه .

نعــم ندرك غلاءا فاحشا في أسعار المواد الغذائيه والخضروات والفاكهة ، هذا الغلال الفاحش ، لم يعد مقصورا على البهوات ساكنى القصور والفيلات بالكامباونتات ، أو التجمع ، ومدينتى والرحاب ، وجميعهم لايشتكون لأنهم من العشره في المائه الذين يعيشون في رغد من العيش ، ولاحتى ساكنى البندر القديم المتمثل في القاهره والإسكندريه وطنطا والمحله يشتكون ، بل طال الأسر الفقيره التى تسكن فى ريف مصر حتى سحقهم الغلاء سحقا ، رغم أن المنطق يقول أن تلك المنتجات هى من الزارع للمستهلك مباشرة ياعنى لاوسطاء من نقل لمسافات بعيده ، أو من يسهل عملية البيع والشراء من المعلمين الكبار ، لذا فهو إرتفاع جنونى غير مبرر حتى وإن حاول البعض خلق مبررات لذلك ليقبل الناس بهذا الجشع .

واكب ذلك إنعدام كامل للرقابه على عملية البيع بل إن كثر من المعنيين بالمحليات بأمر الرقابه تركوا للبائعين أمر تحديد سعرالسلعه أغذيه كانت أو خضروات أو فاكهة كما يحلو لهم ، لذا وجدنا سعر الطماطم مثلا يختلف من بائع لبائع في الشارع الواحد ، وإذا كان مرجع ذلك التهاون والإهمال ، فإن الإبتزاز هو المنطلق الرئيسى حيث يصل لمنازل بعض المعنيين بأمر الرقابه على الخضروات مستلزماتهم اليوميه من الخضروات والفاكهة ، حتى لايتم تحرير محاضر للبائعين ، وتركوهم يجلسون بما معهم من خضروات ولو وسط الشارع ، هذا الجانب من الخلل سبق أن نبهت له بعض المسئولين همسا ليتحركوا ، أتبعته بضجيج دون أي إجراء أو تحرك ، وكأن لديهم أذن من طين وأخرى من عجين ، يبقى المواطن البسيط الغلبان هو الضحيه ، ضحية جشع التجار ، وعبث البائعين ، وتدليس الموظفين .

هذا هو الرصد الدقيق لما يحدث بشأن تلك القضيه المحوريه والحياتيه الهامه ، لذا لم يعد يستهوينى رصد ذهاب المحافظين ومعاونيهم عند كل مناسبه لتفقد منافذ البيع ، والتأكيد على بيع السلع للمواطنين بأجر مخفض ، لأنه بعد إنصرافه بدقائق ، يتم نزع لافتات الأسعار التي وضعت على المنتجات والإحتفاظ بها في كيس نظرا لأن شكلها جميل وحضارى لوضعها في زيارة قادمه للسيد المحافظ ومعاونيه ، أعتقد أن بعض المحافظين لايعرفون ذلك ، ويقينى أنه لو أدركوا ذلك سيكون لهم موقف شديد ورادع لأنهم مسئولين على مستوى المسئوليه بحق ، ومشهود لهم بالكفاءه ، ثقة في ذلك أنبه ، لكن الساده رؤساء المدن ومعاونيهم يعرفون أن هذا يحدث فى أماكن بيع الخضرورات التي تصدر أعلاه لافته تتضمن محاربة الغلاء ، وكذلك وكلاء الوزاره المختصين بهذا الأمر يعرفون ، وأرى ذلك من الطبيعى لأنه كل يوم يفرض عليهم بعض رؤساء المدن دفع تبرعات بالآلاف يكون من الطبيعى أيضا أن يعوضوا تلك الآلاف في بيع الخضرورات ، خاصة وقد تحول تجار الخضروات والفاكهة لضحايا مجالس المدن مثل المواطنين ، لذا ينظر إلينا جميعا المواطن بسخريه شديده وكأنه يشفق على حالنا ، لذا أصبحت أمنيه عندى أن ألمس من كل المسئولين نبرة تحمل تحذيرا لهؤلاء العابثين ، وأن يرونهم " العين الحمرا " لعلنا نستطيع القضاء على نبرة السخريه التي ندركها جميعا من أهالينا الطيبين ، ونفرض الإنضباط في الشارع .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .