الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : المجتمع المصرى والتفاعل مع قضاياه إلى أين .

بلا مزايده مصر وطننا الغالى نفتديه بأرواحنا ، ونزود عنه كل مكروه وسوء ، لأننا ليس لنا وطنا غيره يحتوى أجسادنا أحياءا وأموات ، تلك حقيقه يقينيه إستقرت فى وجدان كل المصريين ، ولن يقبلوا بأن تكون غير ذلك ، لذا من يحاول إضعافها يسحقونه عن قناعه ويقين ، يبقى أنه حفاظا على هذا اليقين الراسخ يجب أن ننطلق فى كل قضايانا من صراحه ووضوح وشفافيه ، إنطلاقا من ذلك يجدر التأكيد على أن المجتمع المصرى يمر بأزمه حقيقه صنعناها بأنفسنا لأنفسنا ، يجدر بنا أن نعترف بها بصدق خاصه وأن هذا المجتمع أصيب بحاله من اللاوعى ، وبصوره غير مسبوقه فى تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر ، تظهر جليا في أداء البعض ، والذى ينطلق من تعظيم الأنا ، وإثبات الذات ، نظرا لتراجع الدور الرقابى للبرلمان ، وإعتماد رؤسائهم على مايطرحونه من رؤيه تتعلق بالرد على شكاوى المواطنين المتضررين بصورة روتينيه أن كله تمام على عكس الحقيقه .
يتعين إدراك أن التصدي بشفافيه لما يتم طرحه فيما يتعلق بالإخفاق في الأداء أو الكشف عن مواطن الخلل تعد أولى خطوات تحقيق التقدم ، لأنه بتلك المكاشفه يمكن ضبط الإيقاع ، وتجاوز الصعاب ، وعلاج الخلل . من أجل ذلك أرى ضرورة أن يدرك الجميع أهمية التفاعل مع المشكلات خاصة مايتعلق بمعاناة الناس المعيشيه ، والقضايا الحياتيه ، وكذلك مع مايطرح بالإعلام بشأن القضايا التى يكشفها للرأى العام حملة الأقلام والدوله قادره على ذلك لأن بها مسئولين على مستوى المسئوليه مشهود لهم بالكفاءه . وهذا النهج من الأهمية لأنه يبدد مزاعم من يروجون للأكاذيب والأضاليل لبث الإحباط لدى الناس .
أتصور أن أعظم قرار إتخذه مجلس الوزراء فيما يتعلق بدعم تلك القضيه تدشين منظومة الشكاوى التي ترد إليهم من المواطنين ، والتي يتم التعامل معها بأقصى سرعه ، الأمر الذى أحدث إرتياحا بالشارع المصرى ، يتواكب مع ذلك رصد إدارات الصحافه والإعلام بمجلس الوزراء والأجهزه المعنيه ، ودواوين الوزارات لما يطرحه الكتاب من قضايا مجتمعيه وذلك بالصحف أو المواقع الإخباريه ، أو حتى صفحاتهم على شبكة التواصل الإجتماعى " الفيس بوك " ، خاصة تلك التي تتعلق بهموم الناس ومعاناتهم أو كشف الفساد ، حيث ساهم ذلك في كبح جماح كثر من الموظفين والمسئولين المتجاوزين في حق المواطنين في فتره وجيزه ، وأعاد حقوقا كثيره للمواطنين المستحقين ، كما أعاد الثقه لجموع الشعب أنه لاأحد فوق الحساب وهذا ماكنا نتمناه كثيرا . بل إنه نبه أن من يظن من المسئولين أنه لايخطأ ، أو أنه يمتلك الحقيقه منفردا دون غيره من البشر ، أو أنه جهبز يعرف كل شيىء وأى شيىء لذا لاصوت يعلو على صوته ، ولارؤيه تطرح طالما كان له رؤيه ، يكون قد فقد الصواب ، وتلاشى لديه الحكمه ، لأننا جميعا جميعا نخطىء ونصيب ، وهذا طبيعى وليست نقيصه لأننا بشر ، ومن لايخطىء هم الملائكه فقط ، لأن الله تعالى عصمهم من الخطأ ، وأننا جميعا جميعا لسنا جهابزه فقد خلق الله تعالى البشر متفاوتين حتى في الذكاء والفهم ، ومن يعظم الأنا لديه يكون ذلك بداية السقوط لديه ، وأولى طريق الفشل .
أتمنى ألا يتراجع هذا النهج الآن ، لان هذا التراجع يخلق حاله من الإحباط لدى المواطنين ، وهذا لاشك لو حدث يؤلمنا كحملة أقلام معنيين بطرح القضايا ومناقشة الموضوعات ، وتحديد مواطن الخلل ، وطرح الحلول بحكم خبرة السنين ، ومعايشة المسئولين منذ وطأة أقدامنا بلاط صاحبة الجلاله الصحافه قبل مايزيد على أربعين عاما مضت ، بل أصبحنا شهودا على العصر بحكم ماعايشناه من مواقف ، لذا كان من الطبيعى أن يضع المسئولين مانطرح محل دراسة وتطبيق ، ويبقى علينا أننا نطرح مايستقر في ضميرنا ، ممزوجا بوقائع محدده ، ومستندات واضحه ، وحقائق متباينه ، ومع ذلك نمتلك الشجاعه لو أقام مسئول الحجه على ماطرحناه ، أن نوضح ونصحح ونصوب ، لأن الأمر أمر وطن غالى جميعا نفتديه بأرواحنا ، وليس أمر خاص يرتبط بمصلحه شخصيه ، وهنا يتعين أن أذكر للتاريخ أن هذا الوطن الغالى كان فيه مسئولين شرفاء ، أصحاب قرار ، يهمهم الصالح العام وصالح الوطن والمواطن ، لذا كانوا متجاوبين مع مايتم طرحه ويخضعونه للفحص ، ويتخذون القرار القوى لدحض أي خلل يتم إثباته ، وهؤلاء وإن أنتهت مدة خدمتهم للوطن في موقعهم إلا أنهم أصبحوا تاجا على رؤوس المصريين في القلب منهم معالى الوزير المهندس محمد عبدالظاهر أبو الحكم المحلى ومحافظ القليوبيه والإسكندريه السابق ، ومعالى الوزير اللواء أحمد ضيف صقر ، ومعالى الوزير الدكتور طارق رحمى محافظا الغربيه السابقين ، ومعالى الوزير اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفيه الحالي جميعهم الوطن هو مبتغاهم أن يكون أعظم الأوطان لذا فهم محل تقدير وتوقير وإحترام .
أتمنى أن يكون جميع المسئولين أصحاب قضيه وطنيه حقيقيه تهدف رفع مستوى المواطن والعمل على خدمته ، كهؤلاء المحافظين الكرام الذين ذكرتهم بكل فخر، لأنهم حققوا نتائج مذهله ورسخوا لنهج رائع يعظم الدوله المصريه كيانا ومواطنين ومسئولين ، لذا مخطأ من يحاول تهميش هذا الدور لأنه يجعل المخطأ يتغول في أخطائه فيصبح الخطأ لديه خطيئه وتكون عصيه على التصويب ، وهنا يطال الوطن ضررا بالغا ، أو تقصف الأقلام حتى لاتكشف مواطن الخلل قيصبح هذا الخلل من الطبيعى في مجتمع ينشد من فيه التقدم والرقى فينتاب الجميع الإحباط ، ويكون الوطن عرضة للإهتزاز وهذا مالايتمناه كل مواطن مصري شريف كاتب كان أو مواطن عادى . حفظ الله مصرنا الحبيبه .. حفظ الله وطننا الغالى من كل مكروه وسوء .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .