العاهل الأردنى: ندعم لبنان فى تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته

أكد العاهل الأردنى الملك عبدﷲ الثانى، اليوم الثلاثاء، دعم الأردن الكامل للبنان فى تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء اللبنانى نواف سلام وأشار العاهل الأردنى إلى أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية، داعيا إلى إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفيما يخص سوريا، شدد على أن أمن واستقرار سوريا أولوية مشتركة، مؤكداً دعم الأردن لجهود الأشقاء السوريين في الحفاظ على استقرار بلدهم وسيادته وسلامة مواطنيه.
كما جدد التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الأهالي، وأعاد التأكيد على رفض الأردن القاطع لخطط إسرائيل الرامية لتوسيع نفوذها في الضفة الغربية والمنطقة.
وفى السياق ذاته أكد رئيس الوزراء الاردني الدكتور جعفر حسان أن "الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى، بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحاربة المحاصرة في المنطقة والعالم؛ بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها ".
وأضاف رئيس الوزراء، خلال مباحثات أجراها في عمّان اليوم الثلاثاء مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، أن ما يطرحه الساسة المتطرفون في إسرائيل من رؤى عن إسرائيل الكبرى ليس سوى أوهام، مشددا على أن "الواقع كله يشير إلى سياسات تعمق الكراهية والحقد نتيجة الاستمرار بالمجازر، ولن تغفر لها شعوب العالم والمنطقة ".
وأشار حسان إلى أن المنطقة أمام مشروعين:الأول يسعى إلى بسط سيادة الدول وتثبيت الاستقرار وتمكين الشعوب من العمل باتجاه الازدهار والمنعة، والثاني يبحث عن استدامة وتوسعة وتعميق الصراعات والحروب بما يعمّق الكراهية .
وجدد رئيس الوزراء إدانة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، مؤكداً ضرورة إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية .
كما شدد على التزام الأردن بتوجيهات الملك عبدالله الثاني الداعمة للبنان الشقيق في سيادته وأمنه واستقراره وازدهاره، وبسط مؤسساته سلطاتها على كامل أراضيه، مؤكداً أن الأردن لن يتوانى عن دعم لبنان ومؤسساته.
وأكد حسان ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والتصعيد الخطير في المنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل تتحمل وحدها كامل المسؤولية الإنسانية والقانونية عن انهيار النظام الإغاثي في غزة، داعيا إلى فتح جميع المعابر لإيصال المساعدات المطلوبة لإنقاذ أهالي القطاع.
وأوضح أن الأردن يمضي في مشروعه الداخلي بمسارات التحديث الشامل بثقة عالية، وفي الوقت نفسه يواصل دعم أشقائه في لبنان وسوريا، بما يعزز سيادتهم ومؤسساتهم وجبهتهم الداخلية، مؤكدا أن هذا هو الطريق لتعزيز التعاون العربي.
وفي هذا السياق، أكد الجانبان أهمية دعم سوريا والوقوف إلى جانبها لتحقيق أمنها واستقرارها وازدهار شعبها.
وبشأن التعاون الثنائي، شدد رئيس الوزراء على ضرورة استمرار التواصل بين الجانبين وإعادة تفعيل اللجنة العليا الأردنية–اللبنانية المشتركة التي توقفت اجتماعاتها منذ نحو عشر سنوات، مؤكدا أن الاجتماعات المقبلة ستفتح المجال لتطوير الاتفاقيات وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين.
من جانبه، ثمن رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام دعم الأردن المتواصل للبنان بقيادة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن مواقف الأردن تاريخية واستراتيجية، وهي محل تقدير من القيادة والحكومة والشعب اللبناني.
وأشاد سلام بالدعم الأردني للمؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكداً أن الأردن كان إلى جانب لبنان في مختلف أزماته، وأن صوته مسموع في العالم، وهو ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الصعبة.
كما شدد على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتقارب الكبير بين الشعبين في المواقف تجاه قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية،لافتا إلى أن "إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم" في ظل استمرارها بالمجازر في غزة وإجراءاتها في الضفة الغربية.
وأكد سلام أن الدول العربية قدمت مبادرة السلام العربية لحل أزمات المنطقة وعلى أساس حل الدولتين، وبعد مرور عقدين من الزمن، لا يوجد حل واقعي آخر سوى هذا المسار.
وحضر اللقاء عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي، ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبداللطيف النجداوي، وعن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير الدفاع الوطني ميشال منسي.
ولدى وصوله دار رئاسة الوزراء، جرت للضيف مراسم استقبال رسمية، استعرض خلالها حرس الشرف وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والجمهوري اللبناني.
وكان رئيس الوزراء اللبناني قد وصل صباح اليوم إلى مطار الملكة علياء الدولي، حيث كان في استقباله وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبداللطيف النجداوي، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف.