بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : فى محاوله لضبط الإيقاع لنا مع السياسه وقفات .

محمود الشاذلى
-

يقينا .. الوطن الآن فى حاجه لجهد الجميع ، والدفع فى طريق الإصطفاف ، لمواجهة التحديات التى تواجهه ، والتغلب على الصعاب التى تعرقل مسرته فى البناء والتنميه ، والتصدى لكل المجرمين الذين يحاولون النيل من الوطن الغالى وطمس معالم وجوده ، لذا يتعين الدفع بالقامات التى غابت عن المشهد للإستفاده من خبراتهم ، والإنطلاق من تجاربهم ، وتصحيح المسار على أيديهم ، ونبذ الفرقه والإنقسام التى أصبحت سمه أساسيه بالمجتمع ، وتعظيم الرأى والرأى الآخر فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، لاشك أن القياده السياسيه أدركت أهمية تعظيم هذا التوجه للحفاظ الدوله المصريه والنهوض بها ، لذا أرصد خطوات للدفع فى هذا الإتجاه رسخها التصريحات الأخيره للرئيس بضرورة إفساح الإعلام لكل الآراء وعدم إقصاء أحد ، وعلى المستوى السياسى أرصد قيام الأحزاب السياسيه بالتدقيق فى الدفع فى الإنتخابات القادمه بالقادرين على العطاء وأصحاب الخبرات بحق .

إنطلاقا من ذلك يتعين التنبيه لمواطن الخلل حتى تكون البدايه منطلقها الصدق ، خاصة فيما يتعلق بالتصدى للتداعيات السيئه التى خلفتها فى الماضى الأجواء السياسه وباتت تدفع فى إتجاه اللامفهوم واللامعقول ، وتجعل هناك تناميا للهزل ، وتعظيما للتجاوزات ، الأمر الذى معه إضطر كل من يحترم نفسه من السياسيين الإبتعاد عن تلك الأجواء ، خاصة بعد إدراك التعامل بأحط الالفاظ ، وهذا مؤلم حقا ، ولايؤسس لساسه يحترمون أنفسهم ، ولعل من أخطر تداعيات السياسه أيضا أنها تسببت فى إحداث تغيير خطير فى مكونات الشخصيه المصريه ، فالشخص الطيب تخلى عن طيبته جبرا ، وبات سلوكه يتسم بالإجرام تأثرا بما تعرض له من طعنات غادره ، رسخت لديه أن يعلى يقين الإنتقام ، ويحذف من قاموسه نهج التسامح ، وفضيلة العفو ، وإستقر فى وجدانه أن يكون شرسا ليعيش حياه ٱمنه ، الأخطر من ذلك كله فقدانه الثقه فى كل شيىء ، وأى شيىء ، بعد أن أحاطته المؤامرات من كل جانب .

أعتقد أن التوجه الجديد فى الدفع بالقامات السياسيه للعوده لصدارة المشهد سيحدث حاله غير مسبوقه من تعظيم الأداء السياسى ، وستقضى على تلك الحاله من الصدمه الشديده التى إنتابت البعض بسبب التصرفات الصغيره التى تعكس قصورا شديدا فى الفهم ، وقلة الخبره ، والذى كان مرجعها هذا التخطيط البغيض من البعض الذى إنطلق من العمل على إبعاد كل من له شأن سياسى ، أو مجتمعى ، أو حتى خيرى عن المشهد من خلال آليات بعيده كل البعد عن الإحترام ، بهدف أن تكون الساحه خاليه تماما لصالح البعض ، إستحضارا لماضى بغيض ، وموروث مؤلم دفع بقامات كثيره الإبتعاد عن تلك الأجواء جيلا بعد جيل ، وعدم إنشغالهم بأحوال العباد ، أو مايدور بالمجتمع حتى أصبح المناخ العام على هذا النحو من السوء .

تعاظم الهزل السياسى وتدنى ، بعد تنامى تلك الحاله من تشويه للكفاءات ، وأصحاب الخبرات الذى سبق وأن رسخه البعض إنطلاقا من سلطه ممنوحه لهم ليس منطلقها بذل المزيد من الجهد فى العطاء الذى يفوق قدرة البعض ، وتقديم المزيد من الخدمات التى يعجز البعض عن تقديمها ، والعمل على دعم الخير بكل قوه ، ورعاية المرضى من أهالينا الطيبين ، إنما قائم على المكائد ، والدسائس ، والتجاوز ، وتشويه وتسفيه أى عطاء يقدم من غيرهم ، بل وصل الأمر لديهم إلى الوشايه بهم للأجهزه ، وتشويه الصوره بشكل بشع يكشف عن نفوس لاوصف لها بحق .

خلاصة القول .. أدرك صحوه ممزوجه بمسئوليه للتصدى لنهج إبتعاد القامات وتصويبه ، والتصدى للمهاترات قبل أن تأخذنا تلك المهاترات إلى طرق معوجه تؤثر سلبا فى تحقيق آمال الشباب ، أثمن كثيرا على ماأدركه من حلحله للموقف السياسى فيما يتعلق بأصحاب الخبرات والقامات السياسيه ، بعد فشل النهج الذى ينطلق من الإقصاء والتهميش ، وأحيانا المكائد والدسائس والتشويه ، الذى يتبعه إلحاق الأذى ، والضرر ، والذى يتنافى مع العدل الذى هو إسم من أسماء الله تعالى ، إلى الدرجه التى تعجب منها البعض والتى مرجعها كيف تكون السعاده فى بذل الجهد لفرض حصار معنوى على أى أحد كائنا من كان حتى ولو من خلال بذل الجهد الجهيد لترسيخ الإقصاء لهم بدل أن نعطى لهم قدرا وشأنا وتوقيرا .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .