بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

هل يعود التصعيد التجاري بعد انتهاء مهلة رسوم ترامب الجمركية اليوم؟

ترامب
عبد الناصر محمد -

في ظل تصاعد سياسات الحماية التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنتهي اليوم الجمعة، الأول من أغسطس، المهلة التي حدّدتها الإدارة الأمريكية لتعليق الرسوم الجمركية على واردات من أكثر من 180 دولة، وسط سباق دولي لإبرام اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل انتهاء الموعد المحدد.

وبينما وقّعت الولايات المتحدة بالفعل اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكوريا الجنوبية، لا يزال مصير العلاقات التجارية مع دول كبرى مثل كندا والصين والبرازيل معلّقًا، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان العالم بصدد الدخول في موجة جديدة من التصعيد التجاري.

وفي هذا السياق، برزت تحركات سريعة من عدة دول لتفادي الرسوم المرتفعة التي أقرها ترامب سابقًا، والتي تراوحت بين 10% و40% في أبريل الماضي.

وقبيل انتهاء المهلة، أعلنت الولايات المتحدة إبرام صفقة تجارية مع كوريا الجنوبية، تتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، إلى جانب التزام سيول بضخ 350 مليار دولار في صندوق استثماري داخل الولايات المتحدة.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، الأربعاء: "لقد اتفقنا على رسوم بنسبة 15% مع كوريا الجنوبية".

وأكد الرئيس الأمريكي أن المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع عدد من الشركاء التجاريين، والتي تنتهي في الأول من أغسطس، "لن يتم تمديدها".

ويرى ترامب أن الولايات المتحدة منحت الوقت الكافي للتوصل إلى اتفاقيات عادلة تُعيد التوازن التجاري وتحمي الصناعات الأمريكية.

من جانبه، أعلن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك التوصل إلى اتفاقات تجارية مع كل من كمبوديا وتايلاند.

فيما أشار ترامب إلى أن إبرام اتفاق تجاري مع كندا سيكون "أمرًا صعبًا"، بعد إعلان الأخيرة دعمها لقيام دولة فلسطينية.

أما الصين، فبعد الاتفاق بين الطرفين على هدنة مؤقتة تم خلالها خفض الرسوم إلى 30% على السلع الصينية و10% على السلع الأمريكية، عادت المحادثات مجددًا بعد انتهاء الهدنة، وهذه المرة في العاصمة السويدية ستوكهولم، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.

واختتم المفاوضون، بقيادة وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني "هِي ليفينغ"، اجتماعهم الذي استمر يومين في ستوكهولم، وهو ثالث لقاء من نوعه خلال أقل من ثلاثة أشهر.

وأشار الجانب الصيني إلى أن الطرفين اتفقا على تمديد المهلة حتى 12 أغسطس لمحاولة حل الخلافات، في حين أوضح مسؤولون أمريكيون أن القرار النهائي بشأن استمرار الهدنة سيكون بيد الرئيس ترامب.

وسبق تلك الاتفاقات صفقة مع الاتحاد الأوروبي، تم بموجبها خفض الرسوم إلى 15% بدلًا من 30%، مع تقليص رسوم السيارات. كما تم الاتفاق مع بريطانيا على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على البضائع البريطانية، إلى جانب تحديد حصص وإعفاءات لمنتجات مثل السيارات والطائرات.

وكشف البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، عن توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 40% على الواردات من البرازيل، ليرتفع إجمالي الرسوم الأمريكية إلى 50%. وأرجع ترامب قراره إلى "السياسات البرازيلية الأخيرة التي لا تحظى برضا الإدارة الأمريكية".

وكان وزير الخزانة الأمريكي قد صرّح في يوليو الماضي بأن الولايات المتحدة جمعت مؤخرًا ما يقرب من 100 مليار دولار من الرسوم الجمركية، مضيفًا في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" الأمريكية: "أعتقد أننا قد نصل إلى معدل سنوي يبلغ 300 مليار دولار".