بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

ما ”العصب المبهم”؟.. وكيف يساهم علاجه فى التغلب على القلق

علاج الاكتئاب
شيماء خالد -

العصب المبهم، والذى يطلق عليه أيضا العصب الحائر، هو مجموعة من الأعصاب الرئيسية للجهاز العصبي الباراسمبثاوي، حيث يتحكم هذا الجهاز بالوظائف اللإرادية بالجسم، مثل الهضم ومعدل ضربات القلب والجهاز المناعي، والتى لا يمكن التحكم بها بوعي.

وبجانب التحكم في وظائف الجسم اللإرادية، يؤثر العصب المبهم أيضا على الحالة النفسية للإنسان، وقد تساهم بعض العلاجات الموجهة لهذا العصب في التحكم ببعض الأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وفقا لموقع "Very well mind".

ما علاج العصب المبهم وكيف يعمل؟

علاج العصب المبهم هو نهج علاجي يستهدف "العصب الحائر"، والذى يمتد من جذع الدماغ عبر الرقبة والصدر والبطن، بما قد يساعد في تخفيف حالات مثل القلق والاكتئاب، وتوجد أشكال مختلفة من علاج العصب المبهم.

ووفقا لفاليري هاريس، أخصائية الصدمات النفسية، فإن الأفراد الذين تعرضوا لصدمات نفسية غالبًا ما يعانون من فرط نشاط العصب المبهم، والذي قد يتجلى في القلق وتقلبات المزاج، بالإضافة إلى أعراض مثل الغثيان ومشاكل الأمعاء وآلام مفاجئة، في حيث يشير العديد من المتخصصين إلى نظرية العصب المبهم، والتي تعنى أنه يلعب دورًا حاسمًا في آليات استجابتنا للتوتر ، مثل استجابة القتال أو الهروب.

وأشارت إلى أن العصب المبهم يعد وسيلة التواصل بين دماغك "الأول" في رأسك ودماغك "الثاني" في أمعائك، وهو ما يفسر الشعور بالرغبة في الغثيان مثلا عند التعرض لموقف صعب، أو الشعور بالقلق الشديد عند الإصابة بالتسمم الغذائي.

تقنيات علاج العصب المبهم

يعالج المرضى باستخدام عدد من الوسائل العلاجية، بما في ذلك تنشيط العصب المبهم، المعروف أيضًا باسم "التنغيم المبهم"، وتشمل طرق تحفيز العصب المبهم ما يلي:

نبضات خفيفة : تتضمن تحفيز العصب المبهم من خلال نبضات إيقاعية خفيفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال جهاز مزروع أو تمارين يدوية بسيطة كالهمهمة أو التنفس العميق.

الماء البارد : انتشرت مقاطع فيديو على تيك توك تناقش تبريد العصب المبهم، والذي يتطلب غمر الوجه في ماء مثلج أو وضع الثلج على الصدر. مع ذلك، لا يُعد هذا الخيار آمنًا دائمًا للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة.

الأجهزة الطبية : بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات أكثر حدة، يمكن زرع جهاز يستخدم نبضات كهربائية لتنشيط العصب.

هل علاج العصب المبهم فعال فعلا؟

لم تُجرَ سوى دراسات محدودة حول تحفيز العصب المبهم لعلاج حالات مثل الاكتئاب والصداع والصرع، لذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة تأثيره الحقيقي، إلا أن العديد من الخبراء يؤكدون أنهم لمسوا نتائج إيجابية في ممارستهم.

وأفاد بعض الأشخاص الذين خضعوا لتقوية العصب المبهم، وخاصةً مع بروتوكول "السلامة والصوت"، الذي يحفز العصب المبهم من خلال العلاج السمعي غير الجراحي، بتحسن في النوم والهضم، بالإضافة إلى التوازن وأداء بعض المهام الجسدية، كما لاحظوا انخفاضًا في التفكير، وتحسّنًا في التركيز، وقدرة أكبر على المبادرة والتعبير عن آرائهم، بجانب تأثيرًا إيجابيًا على نوبات الهلع، والحزن، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم.

كما أن المرضى أصبحوا أكثر استرخاءً وهدوءًا بعد جلسة واحدة فقط، لكن الاستمرار في الممارسة بضع مرات أسبوعيًا يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في القدرة على تحمل التوتر وتحسين المزاج العام، كما أن شد العصب المبهم قد يكون خيارًا جيدًا للأفراد الذين لا يملكون وقتًا كافيًا لتدخلات علاجية أخرى أكثر تعقيدًا، إذ يمكن ممارسته بالتزامن مع تمارين التنفس والتأمل.