الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : من القلب أغرد أملا فى الإصلاح وإيقاظا لماتبقى من ضمائر حيه .

بلا مزايدات .. لأنه الوطن الغالى الذى نفتديه بأرواحنا ، ونتمنى أن نتركه شامخا لأحفادنا ، أكتب بصدق ككاتب متخصص حيث يحدد المضامين نبضات القلب متجردا من أى هوى بعد أن زهدت الحياه برمتها وليس فى مقعد البرلمان فحسب ، وذلك يقينا فى أن بالوطن الغالى أصحاب قرار عظماء بحق مخلصين بصدق سيتفاعلون مع ماطرحت ، وقناعة بأن الصراحه وإن كانت مؤلمه هى الملاذ الحقيقى لتطهير الخلل ، ورأب الصدع ، وأبدا لايمكن للصمت أو القناعه بالطبل والزمر والنفاق منطلقات للحفاظ على هذا الوطن الغالى ، تملكنى هذا الشعور النبيل بعد أن أصبحت كل الوقت أضرب كفا بكف وهكذا كثر تندرا وحزنا على مانتعايشه يوميا .. موظفين يعذبون المواطنين خاصة من هم بالإدارات الهندسيه ببلدتى بسيون وديوان عام محافظة الغربيه حيث المخطط الإستراتيجى للشوارع الذى يتمسك المهندسين أو المهندسات المختصين بأنه يحمل قداسة القرآن الكريم لذا لايمكن الإقتراب منه ، حتى ولو إفتقد الموضوعيه ، وعمق اللامعقول واللامفهوم ، تعمق الحزن لدى هؤلاء المعذبين من المواطنين وتعايشوا مع الألم عندما لم ينتفض المسئولين تعاطفا مع هؤلاء المعذبين من المواطنين ، وذلك إنطلاقا من إنسانيتهم وأنهم مواطنين يعيشون هموم الناس قبل أن يكونوا مسئولين ، وأنهم أيضا ليسوا من كوكب آخر ، ولو بإستحضار متخصصين على مستوى أعلى فى الفهم الهندسى لبحث شكاوى الناس التى مزق هذا المخطط أرضهم وفرض شوارع تخترق منازلهم ، والتى لاتكون تلك الشوارع واقعا إلا عند تعرض تلك المنازل للقدم ويتم إزالتها ، يعنى مايقرب من مائة عام وعليكم خير ، سنكون جميعا فى رحاب الله ، وغلاء فى الأسعار يقهر إرادة كل الأسر ، وأسعار السلع والخدمات باتت سداح مداح ، وترتفع كل يوم جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد ، دون أن يتفاعل لردع من ورائها أى جهاز رقابى رغم أنه ماأكثرهم ، والمواطن يصرخ لكن لايشعر بصراخه إلا أمثاله من ساكنى القرى ، والعزب ، والعشوائيات ، وماأكثرهم أيضا ، والمرتبات سحقها منظومة الغلاء وبات المرتب بالكاد يشترى جيراما من الذهب ونصف ، بالمجمل المواطن بات يكتوى بنار غلاء الأسعار .
واكب ذلك صخب وبزخ فى الدعاية الإنتخابيه للبرلمان يدركها هؤلاء المهمشين كان من نتيجة ذلك أن تبدلت أحوال الناس ، فالوجوه باتت عابسه ، والحياه إتسمت بالصعوبه ، والمعاناه تتزايد وتتعاظم ، والتطاحن والتشاحن بات من الأمور الطبيعيه ، والصراعات داخل الأسر تتنامى وتتعاظم ، والنفور بين الناس تتعالى وتيرته ، الأمر الذى معه أصبحت طوال اليوم أبحث عن البسمه على وجوه الناس ، أستحضر الفرحه فى مجريات الحياه ، أتواصل مع الأحباب أملا فى أن ينتزعونى من نفسى التى بين جنبى إلى حيث الراحه والسعاده .
كان من الطبيعى أن يتمخض عن ذلك جموحا فى الرأى ، وتناطحا فى العرض ، ومحاولة لفرض الرأى بالقوه عبر مفردات لاتصب على الإطلاق فى رؤيه محترمه تكون أحد منطلقات بناء ثقه بين أفراد المجتمع ، أو عبر حوار محترم معنى ، ومضامين ، خاصة بعد أن إبتلى المجتمع بنفر من المتعلمين قليلى الأدب ، وشباب " الفيونكه " الذين يحرص بعض الشباب على أن يبرزها تأكيدا على المدنيه والحداثه ، وهم مغيبون ، وقد لايدرى أى منهم أن ذلك نهجا يتسم بالتردى الفكرى قبل المجتمعى ، هذا التردى إن لم نتصدى له إنطلاقا من ثوابتنا الدينيه ، والأخلاقيه ، والمجتمعيه ، والتى تهدف إلى بناء الفرد ، والجماعه على أسس محترمه راسخه ، سنكون كمن يدفع بالمجتمع إلى حافة الهاويه خاصة بعد هذا التدهور الذى شمل الحوار والذى برز فى مفردات شديدة التدنى ، خاوية المضمون مفتقده للهدف النبيل .
تعاظم مع ذلك حالة التناغم المجتمعى مع حفلات المجون والمسخره التي باتت سمه أساسيه ونهج بغيض يشهده الساحل الشمالى ، وسبق أن رسخته الجامعات المصريه قاطبه عند الإحتفاء بخريجيها في كل الكليات ، في مشهد يتسم بالسفاله ، وينسف ماتبقى من قدسيه للجامعات ، وكأن هناك من يريد تأصيل المساخر والمجون بالمجتمع ، جنبا إلى جنب مع ضيق ذات اليد والغلاء الفاحش ، وجميعهم لايمكن على الإطلاق أن يساهم من يدور في فلكهم في نهضة الوطن أو تقدم الأمه .
يبقى من الأهمية التأكيد على أنه مخطىء من يتصور أن الغايه من طرح ذلك وبصراحه شديده تشويه واقعنا المجتمعى ، أو النيل من قيمنا وثوابتنا ، بل على العكس من ذلك تماما لأن الغايه نبيله منطلقها حبا في هذا الوطن وعشقا لترابه وأمنية أن يكون أعظم الأوطان ، أحدد مواطن الخلل إنطلاقا من ضمير وطنى ، متمنيا أن يكون هناك تدخل سريع لتصويبه ، ومواجهة حاسمه للمساخر ، أو لعلها محاوله لتنبيه الغفلى ، وإيقاظ ماتبقى لدى الكرام من ضمائر حيه وهم كثر بفضل الله ، يبقى علينا أن ننفض عن كاهلنا غبار التردى ، ونخرج من حالة الكٱبه التى باتت تلازمنا إلى ٱفاق الأمل ، ونعمة المحبه ، وأنس القرب من رب العالمين سبحانه بالطاعات وتقديم الخير للناس .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .