مصر تشارك في صياغة الإعلان الوزاري لمجموعة العشرين حول التنمية المستدامة

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في الاجتماع الوزاري لمجموعة عمل التنمية التابعة لمجموعة العشرين، الذي انعقد بجنوب أفريقيا، حيث ساهمت في صياغة وإطلاق "الإعلان الوزاري" الصادر في ختام الاجتماعات.
وأكد الإعلان الوزاري أهمية تمويل التنمية كأولوية مشتركة، مشددًا على ضرورة حشد الموارد المحلية، ومكافحة التدفقات المالية غير المشروعة، وتعزيز التمويل متعدد الأطراف والمبتكر.
وجدد وزراء التنمية بمجموعة العشرين التزامهم بأجندة 2030 للتنمية المستدامة، ومبدأ "عدم ترك أحد خلف الركب"، والتصدي للتحديات العالمية المرتبطة بالديون والتفاوتات وتغير المناخ، وسد فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة المقدّرة بـ4.5 تريليون دولار سنويًا.
وفي كلمتها، استعرضت المشاط تجربة مصر في إطلاق مبادرة "المنهجيات القُطرية لتمويل التنمية والعمل المناخي" ضمن منصة عمل إشبيلية، التي تقودها مصر بالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية، بهدف تمكين 100 دولة من تنفيذ برامج تمويل وطنية متكاملة بحلول 2030، مشيرة إلى التعاون القائم مع المكسيك لتصميم هذه المنصات.
وأكدت الوزيرة أهمية توسيع نطاق التمويل المختلط والشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مبادرات مبادلة الديون من أجل التنمية، مستعرضة تجارب مصر مع دول مثل إيطاليا وألمانيا والصين في هذا المجال، لتنفيذ مشروعات في مجالات الأمن الغذائي، تمكين المرأة، حماية البيئة، ومواجهة التغيرات المناخية.
وأشارت المشاط إلى أن مصر نجحت في حشد نحو 15.6 مليار دولار من التمويلات لصالح القطاع الخاص منذ عام 2020 وحتى مايو 2025، منها 4 مليارات دولار ضمن المنصة الوطنية "نُوَفِّي".
وأكدت كذلك ضرورة تحسين الحوكمة في المؤسسات المالية الدولية، وتعزيز دور الأمم المتحدة في صياغة القواعد الاقتصادية العالمية، مشددة على أهمية تحديث قواعد احتساب القدرة على تحمل الديون لتوفير تقييم أكثر عدالة للدول النامية، خاصة في أفريقيا.
ودعا الإعلان الوزاري إلى تمكين الدول منخفضة الدخل من تحقيق أهداف التنمية وفقًا لأولوياتها الوطنية، ودعم المنافع العامة العالمية، رغم غياب تعريف دولي موحد لها، مع تعزيز التعاون الدولي لتوفيرها.
واختتمت المشاط كلمتها بالتأكيد على ضرورة تحويل الالتزامات السياسية إلى ممارسات عملية، من خلال حشد تمويل طويل الأجل، وإعادة توجيه الأصول العالمية المقدّرة بـ460 تريليون دولار نحو أولويات شاملة ومستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العشرين، التي تضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، تُعد المنتدى الأهم للتعاون الاقتصادي العالمي، وتترأسها جنوب أفريقيا في الفترة من ديسمبر 2024 حتى نوفمبر 2025.
وتشارك مصر في اجتماعات مجموعة العشرين منذ عام 2016 كدولة ضيفة، وواصلت حضورها تحت رئاسات متعددة (الصين، اليابان، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا). وفي 2024، حضرت مصر جميع اجتماعات المجموعة، وتمت دعوتها مجددًا لعام 2025 لحضور الاجتماعات الوزارية واجتماعات فرق العمل حتى نهاية رئاسة جنوب أفريقيا.