الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب : محمد عبد اللطيف.. وزير يؤمن بتلاحم أطراف المنظومة التعليمية

في وقتٍ يحتاج فيه التعليم المصري إلى رؤية شاملة، وقرارات حاسمة، ونهج تشاركي يعكس تطلعات الدولة نحو بناء إنسان عصري، يثبت الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، يوماً بعد يوم، أنه ليس مجرد مسؤول يدير منظومة ضخمة من خلف مكتبه، بل قائد ميداني يتواجد في قلب كل تفصيلة، ويعمل بمنطق "لا إصلاح بدون شركاء حقيقيين".
منذ اللحظة الأولى لتوليه حقيبة التعليم، لم ينتهج الوزير سياسة العمل في "جزر منعزلة"، بل أرسى ثقافة التواصل المباشر مع القيادات التعليمية في مختلف المحافظات، مؤمنًا بأن تطوير التعليم لا يتحقق إلا عبر منظومة مترابطة تتكامل فيها الأدوار، ويُمنح فيها أهل الميدان التربوي الثقة والدعم والتقدير.
لقاؤه اليوم بمدينة السادس من أكتوبر مع مديري المديريات ووكلائهم ومديري الإدارات التعليمية من شتى أنحاء الجمهورية، لم يكن مجرد لقاء تنسيقي أو استعراض لخطط الوزارة، بل كان جلسة حوار مفتوح، تخللها نقاشات واقعية، واستماع دقيق للتحديات، ومشاركة في وضع الحلول، الوزير لم يتحدث من برجٍ عاجي، بل نزل إلى أرض الواقع بلغة واضحة، واهتمامات عملية، وتأكيد دائم على أن نجاح أي قرار وزاري يبدأ من تطبيقه الجاد في المدرسة والفصل، وينبع من تعاون المدير والمعلم والموجه وولي الأمر.
في حديثه، كان حريصًا على شكر وتقدير جميع القيادات التعليمية على جهودهم خلال عام دراسي حافل، مشيرًا إلى أن أي تقدم تحقق في الميدان يعود إلى إخلاص هؤلاء الجنود الذين يتصدرون الصفوف الأولى، بدءًا من امتحانات الثانوية العامة، وحتى تنظيم العملية التعليمية داخل أصغر مدرسة في قرية نائية.
الأهم من ذلك، أن الوزير منح مديري الإدارات التعليمية الثقة الكاملة في وضع حلول محلية تناسب ظروفهم، خاصة فيما يتعلق بإنهاء نظام الفترتين في المدارس، وهي خطوة تعكس إيمانه باللامركزية الفعالة، وعدم فرض قرارات مركزية لا تُراعي خصوصية كل منطقة، كم فتح الباب واسعًا أمام طرح الرؤى بشأن " نظام البكالوريا المصرية "، مؤكدًا أنه ليس بديلاً لامتحان الثانوية العامة، بل نظام داعم يوفر فرصًا متعددة للطالب، ويحرره من كابوس "الفرصة الواحدة"، في خطوة تعكس فلسفة الوزير في إعادة الاعتبار للطالب كإنسان، له الحق في الحلم والخطأ والتعلم.
تطوير المناهج، وتدريب المعلمين، وتعميم وحدات الجودة، وتحسين بيئة المدارس، والحرص على تعليمات النظافة والانضباط، كلها محاور ناقشها الوزير بروح الفريق، ودعا الجميع إلى المساهمة الفعلية في تنفيذها، مؤكدًا أن نجاح العام الدراسي المقبل مرهون بجودة التعليم في الفصل، وانضباط الطالب، ومهنية المعلم، وجهود الإدارة، لا بالشعارات.
لقاء الوزير لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فهو حريص على اللقاءات الدورية، ويؤمن بأن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق إلا بتلاحم أطراف المنظومة التعليمية، وأن الأعباء لا تخف إلا بتوزيعها بعدالة على الجميع، كلٌّ حسب اختصاصه.
لقد نجح الدكتور محمد عبد اللطيف في ترسيخ ثقافة جديدة داخل وزارة التربية والتعليم، عنوانها الأبرز: " الوزير شريك.. لا متفرج "، والتواصل قيمة.. لا إجراء بروتوكولي.
وهو بذلك لا يعمل منفردًا، ولا يتحرك عشوائيًا، بل يقود بديناميكية وتنسيق، فريقًا متكاملاً من الكفاءات التعليمية التي تمثل عصب الوزارة الحقيقي، إدراكًا منه أن الإصلاح لا يمكن أن يُبنى على قرارات فوقية فقط، بل على الحوار، والمشاركة، والاستماع الجاد، وتحقيق التوازن بين المركز والقاعدة.
وفي النهاية.. لا يمكن لمشروع تعليمي أن ينجح ما لم يكن مبنيًا على جسور من الثقة والتواصل والشفافية. وهذا هو بالضبط ما يفعله الوزير محمد عبد اللطيف.
كاتبة المقال الكاتبة الصحفية أمال ربيع مدير تحرير مؤسسة أخبار اليومومدير تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية