الوكيل: مصر وليبيا شعب واحد.. وعلينا غزو الأسواق الإفريقية معًا ( صور )

شارك أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية في فعاليات منتدى الأعمال المصري الليبي في نسخته الرابعة، تحت عنوان "مصر وليبيا نحو تنمية مستدامة متكاملة"، مؤكدًا أن الشعبين المصري والليبي كانا أمة واحدة منذ أكثر من خمسة آلاف عام.
5300 سنة من التاريخ والمصير المشترك
قال الوكيل إن مصر وليبيا كانتا أمة واحدة حتى فصل بينهما الملك مينا عندما وحّد قطري مصر. وأوضح أن الوحدة تجددت مرات عديدة، منها في عهد ملوك ليبيا عام 880 قبل الميلاد، وفي عصري الدولة اليونانية والرومانية، ثم في ظل الفتح الإسلامي والدولة العثمانية، لتعود مجددًا في العصر الحديث مع إنشاء اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا عام 1971، والذي أقرته الشعوب باستفتاء بلغت نسبته أكثر من 98%.
الحدود بوابة وحدة لا فرقة
وأضاف الوكيل أن الشعبين ظلا دائمًا شعبًا واحدًا بلا حدود، حيث يعيش ملايين المصريين في ليبيا، ويقيم مئات الآلاف من الليبيين في وطنهم الثاني مصر، وهو ما يعكس ترابطًا اجتماعيًا وإنسانيًا واقتصاديًا عميقًا.
طفرة في التجارة البينية.. وطموح للمزيد
أشار الوكيل إلى أن الصادرات المصرية إلى ليبيا تجاوزت 2 مليار دولار، لتصبح الأولى إفريقيًا والثالثة عربيًا بعد السعودية والإمارات. وأضاف أن هذا الرقم مرشح للزيادة إذا تم حل مشاكل فتح الاعتمادات المصرفية وسداد المديونيات، إلى جانب تيسير عبور الشاحنات عبر الحدود.
تراجع الاستثمارات الليبية مقابل تقدم مصري
وأعرب عن استيائه من تراجع عدد الاستثمارات الليبية في مصر بنسبة 25% لتصبح 511 شركة فقط، برأسمال مصدر 4 مليارات دولار، ومساهمة فعلية قدرها 2.4 مليار دولار. وشدد على ضرورة إعادة تفعيل نشاط شركة ليبيا للاستثمارات الخارجية، التي كانت نشطة تحت قيادة الوزير محمد الحويج، إلى جانب دعم محفظة ليبيا للاستثمار التي بدأت خطوات تفعيلها مؤخرًا.
وفي المقابل، أوضح الوكيل أن الاستثمارات المصرية في ليبيا تجاوزت 2.5 مليار دولار لأول مرة، متفوقة على نظيرتها الليبية في مصر.
مشروعات مصرية عملاقة على أرض ليبيا
أكد الوكيل أن الشركات المصرية نفذت مشروعات في ليبيا خلال الفترة الأخيرة بقيمة تجاوزت 5 مليارات دولار، شملت إنشاء الطرق (مثل الطريق الدائري)، ومحطات الكهرباء، ومشروعات الإسكان، وهو ما يعكس ثقة ليبيا في القدرات والخبرات المصرية.
تكامل إقليمي لغزو الأسواق الإفريقية
ودعا الوكيل إلى تجاوز مرحلة العلاقات الثنائية، والانتقال إلى شراكات استراتيجية تستهدف غزو الأسواق الإفريقية، خصوصًا في ظل إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتضم سوقًا يتجاوز حجمها 1.4 تريليون دولار.
مركز لوجيستي عالمي في السلوم
أوضح أن مصر انتهت من دراسات إنشاء مركز لوجيستي عالمي بجوار منفذ السلوم بمنطقة الهضبة، لا يخدم فقط التجارة مع ليبيا، بل يسعى لدعم صادرات البلدين إلى دول الجوار، خصوصًا مع إعادة تشغيل الطريق المتوسطي الدولي من بورسعيد إلى كازابلانكا، والطريق المحوري من جنوب مصر إلى تشاد ووسط إفريقيا وصولًا إلى داكار، بهدف الربط بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي.
دعوة لتكامل الخبرات والاستثمارات
شدد الوكيل على أهمية تكامل الخبرات المصرية مع الاستثمارات الليبية في القارة الإفريقية، لما فيه صالح الشعبين، خاصة أن مصر تمتلك تكنولوجيا متقدمة في الصناعات التحويلية مثل مواد البناء، والبتروكيماويات، والصناعات الغذائية.
إعادة إعمار ليبيا.. مسؤولية مشتركة
وأشار إلى أن القطاع الخاص، بدعم من الحكومتين، عليه أن يبدأ فورًا في تنفيذ مشروعات إعادة إعمار ليبيا شرقًا وغربًا، خاصة في مجالات النقل، واللوجيستيات، والطرق، والموانئ، والبنية التحتية، والكهرباء، مؤكدًا أن مصر تمتلك خبرة كبيرة في هذه المجالات من خلال خطتها العاجلة للكهرباء وتنفيذها للمشروعات الكبرى.
عودة العمالة المصرية ضرورة تنموية
ودعا الوكيل إلى إعادة أكثر من مليوني عامل مصري كانوا يعملون في ليبيا قبل سنوات، لما يمثلونه من دعم حقيقي للاقتصاد الليبي والمصري على حد سواء.
تعاون رجال الأعمال حجر الأساس
أعرب الوكيل عن سعادته بالمشاركة مع وفد يضم نخبة من قيادات التجارة والصناعة والمال والأعمال المصريين، للقاء نظرائهم الليبيين من القطاع الخاص، من أجل بناء شراكات اقتصادية جديدة تحقق ما يطمح إليه الشعبان من نمو واستقرار وتكامل اقتصادي شامل.