بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الاعلامية الدكتورة شاهيناز عبد الكريم تكتب : الشركة المتحدة.. صوت الوطن وصورة مصر في ”بلادي”

الاعلامية الدكتورة شاهيناز  عبد الكريم
-

منذ تأسيسها، رسّخت الشركة المتحدة للإنتاج الفني مكانتها كأحد أذرع القوة الناعمة المصرية، التي لا تكتفي فقط بتقديم المحتوى، بل تصنع الفارق في تشكيل الوعي، ودعم الهوية الوطنية، وتجسيد روح مصر الحقيقية في صورة وصوت.

وها هي اليوم، تؤكد على هذا الدور مجددًا، من خلال أغنيتها الوطنية الجديدة "بلادي"، التي أطلقتها بأصوات شبابية نابضة بالحياة والانتماء، لتمتزج الكلمات العذبة بالألحان الراقية والصور الساحرة في كليب يعكس جمال مصر، ويفيض بمشاعر الفخر والدفء تجاه الوطن.

الأغنية التي أداها النجوم الشباب مينا عطا، مؤمن تربو، ودودج، هي عمل وطني متكامل، كتب كلماته مؤمن تربو ودودج، ولحنها مينا عطا وتربو، ووزعها الأخير، فيما أبدع أحمد حساني في إخراج الكليب وصياغته بصريًا بصورة تمس القلب والعين معً

"بلادي" توثّق عبق مصر وروحها

لم تكن "بلادي" مجرد أغنية، بل كانت رحلة بصرية وموسيقية في قلب مصر، رصدت بساطة الناس، وأصالة الأمكنة، وجمال التفاصيل التي قد تغيب عن العين المنشغلة. ظهرت الأهرامات، والأقصر، وأسوان، والعلمين الجديدة، والسواحل المصرية، وحاراتها الشعبية، وسوقها المزدحم، وأكلاتها المميزة، وكأنها تُروى من وجدان من عاشها وأحبه

احتفاء بالرموز.. ورسائل أعمق من الفن

ما يميز "بلادي" أنها لم تكتف بالجمال الظاهري، بل غاصت في العمق الوطني، عبر الاحتفاء بالرموز الذين صنعوا مجد هذا البلد. فظهرت صور أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومجدي يعقوب، ومحمد صلاح، وأبطال مصر في الأولمبياد، إلى جانب إشادة واضحة بدور الجيش المصري وتضحياته التي لا تنضب في حماية الوطن.

المتحدة.. من الفن إلى الوطنية

منذ أن أُسست، لم تكن الشركة المتحدة مجرد كيان إنتاجي، بل كانت مشروعًا وطنيًا بامتياز. قدمت دراما تناولت قضايا الأمن القومي، وأفلامًا وثائقية كشفت بطولات الشهداء، وأعمالًا رمضانية استهدفت إصلاح الذوق العام، ومبادرات لدعم قضايا المجتمع. واليوم، تضيف إلى سجلها الوطني أغنية "بلادي"، لتؤكد أن الفن يمكن أن يكون رسالة، والوطنية يمكن أن تُغنّى.

دراما صنعت الوعي وأعادت الهيبة

لم تكن الشركة المتحدة للإنتاج الفني بعيدة عن الساحة الدرامية، بل كانت في القلب منها، تُعيد تشكيل وعي الجماهير من خلال أعمال درامية تركت بصمة واضحة في وجدان المشاهد المصري والعربي. فقدّمت مسلسلات "الاختيار" بأجزائه، والتي أرّخت لبطولات رجال الجيش والشرطة، وكشفت للمجتمع حقائق الإرهاب التي كانت تُخفى لسنوات، كما أنتجت "هجمة مرتدة" و**"العائدون"، وغيرها من الأعمال التي جسدت الصراع المخابراتي ببراعة غير مسبوقة.
ولم تغفل عن نبض الشارع، فأنجزت أعمالًا اجتماعية وإنسانية مثل "تحت الوصاية" و"جعفر العمدة"* و"الصفارة"* و*"بين السطور"*، لترسم صورة دقيقة للمجتمع المصري، وتُعيد الدراما إلى دورها الحقيقي كمرآة للمجتمع، لا أداة لتشويهه.
هذه الأعمال، وغيرها، أكدت أن الشركة المتحدة لا تنتج لمجرد الترفيه، بل لصناعة الوعي، وترسيخ الهوية، وتقديم فن يليق بتاريخ هذا الوطن.

بساطة تشبهنا.. وروح نحتاجها

في وقت باتت فيه الأعمال الغنائية تميل للمبالغة، والتكلف، والابتعاد عن الواقع، اختارت "بلادي" البساطة، والصدق، وروح الشارع المصري الحقيقي. الكلمات سهلة، لكنها قوية. اللحن عذب، لكنه ثابت في الوجدان. الكليب نقي، لكنه مشحون بالمشاعر. باختصار، هذه هي مصر التي نحبها، وهذا هو الإنتاج الفني الذي نفتخر به.

تحية لـ"الشركة المتحدة".. لأنها لم تنسَ أن الفن قوة ناعمة، وأن الوطنية لا تحتاج خطبًا رنانة، بل تحتاج نبضًا صادقًا يُقال:
"بلادي.. بلادي.. بحبك يا مصر".