الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

يعيش الاتحاد الأوروبي حالة من الترقب المشوب بالتوتر، في ظل تهديدات متصاعدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة قد تصل إلى 20% على واردات من الاتحاد وعدد من الشركاء التجاريين، وسط جمود في المحادثات التجارية التي تسارعت وتيرتها خلال الأيام العشرة الأخيرة.
وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية ، قال ترامب ، متحدثا عن التعريفات الجمركية ، : "كل الدول المتبقية ستدفع، سواء كانت النسبة 20% أو 15%. وسنُقرر ذلك الآن. أود تنفيذ ذلك اليوم".
وأضاف أنه يشمل بذلك الاتحاد الأوروبى وكندا، ملمحًا إلى أن بلاده قد ترسل خطابات فرض رسوم جديدة خلال ساعات.
وأشارت الجارديان إلى أن الأسواق المالية تعيش حالة من "الانتظار العصبي" في ظل هذا التصعيد المفاجئ، حيث أن فرض رسوم إضافية سيُفسر على أنه خرق لروح التفاوض التي سادت مؤخراً، وقد يُقابل بدعوات أوروبية فورية لفرض رسوم مضادة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد جمدت سابقاً رسوماً بقيمة 25% على أكثر من 20 مليار يورو من الواردات الأمريكية، لإتاحة المجال أمام الحوار.
ومن المتوقع أن يجتمع وزراء التجارة الأوروبيون في بروكسل يوم الإثنين لمناقشة التمديد المحتمل لفترة "الهدنة الجمركية" الحالية، في حال لم يتم الإعلان عن اتفاق قبل نهاية عطلة نهاية الأسبوع.
وفي تصريحات صحفية اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشئون التجارية، أولوف جيل، إن الاتحاد الأوروبي "جاهز تماماً لإبرام اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة"، لكنه أشار إلى أنه "لا توجد أي مستجدات تشير إلى قرب حدوث ذلك".
وأضاف : "لا توجد حالياً مكالمات أو اجتماعات مقررة، ولكن كما قلت في مناسبات عدة، يمكن أن يتغير ذلك بسرعة كبيرة."
ولم يقتصر التصعيد على أوروبا، فقد أعلن ترامب مساء الخميس عن فرض رسوم بنسبة 35% على واردات كندية الشهر المقبل، ضمن ما وصفه بموجة جديدة من السياسات الحمائية التي قد تطال أغلب الشركاء التجاريين لواشنطن.
وتُشكل هذه التصريحات تحولاً كبيراً في نهج ترامب الذي كثيراً ما يلوّح باستخدام الرسوم الجمركية كسلاح تفاوضي، ما يضع الشراكات الاقتصادية الدولية أمام اختبار جديد، خاصة في ظل تنامي النزعة الحمائية على الساحة الأمريكية.
وبينما يُنتظر استيقاظ واشنطن ، حرفيًا ، في الساعات المقبلة، يبقى الاتحاد الأوروبي في وضع الاستعداد الكامل، بين الحفاظ على الأمل في توقيع الاتفاق وتوقع الأسوأ. فالرئيس الأمريكي أثبت مجددًا أن مفاجآته قد تُعيد صياغة العلاقات الاقتصادية في لحظة، وأن أقرب الحلفاء ليسوا في مأمن من خطابه الحمائي المتشدد.