بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ظاهرة الأنطاع ودلالتها فى واقعنا المعاصر .

محمود الشاذلى
-

بحق الله أصبحت أخشى على بلدى ووطنى من ظاهرة الأنطاع ، هؤلاء الذين يحبون أن يعرفهم الناس ولو بالسوء من القول ، لأنهم فئة غاصت الأحقاد فى وجدانهم حتى أصبح من الطبيعى أن يستخدمهم أى أحد ، للعب دور أقل مايمكن وصفه أنه دور متدنى ، يتنامى هذا الدور كلما إقترب الإستحقاق الإنتخابى ، وهذا يؤكد مأساة هذا النهج المريب على الوطن ، لأن منطلقاته جهد يبذله هؤلاء للتشكيك فيما يبذل من عطاء يؤثر القلوب ، ويحرك مابداخلنا من إنسانيه ، خاصة إذا كان أمرا طبيا أو إنسانيا ، يتضاعف جهدهم اللعين فى التشكيك كلما كان هناك عدم ذكر لإسم المريض ، تأكيدا على التجرد والإنسانيه ، ولولا أن شكر الأطباء أصحاب الفضل أراه من الواجبات إنطلاقا من الحقيقه الإيمانيه التى مؤداها من لايشكر الناس لا يشكر الله ، ماتناولت هذا الجهد ، ولم يدرك هؤلاء العابثين أن مجرد تقديم الشكر للأطباء الذين أذكرهم بالإسم يدحض أى محاوله للتشكيك فيما يقدم ، أو التشويه لأى جهد يبذل ، يضاف إلى ذلك ذكر بعض الكرام الذين يشاركوننى هذا الجهد الطيب كما حدث أول أمس عندما طرحت الصورة التى جمعتنى أثناء الذهاب للمستشفى والأخوه الكرام المقدم محمد الصعيدى ، والأخ مصطفى الصعيدى ، والمهندس محمد راضى .

كشفت النقاب عن هؤلاء وعن تلك الظاهره فى مقالى المنشور أمس بموقعى صوت الشعب نيوز الإخبارى ، وبوابة الدوله الإخباريه ، بعنوان " نعــم .. الدوله فى القلب الأطباء أعظم جابرى خاطر أسيادنا المرضى . " وفور نشر المقال إنبرى أحدهم ويدعى أحمد العالم ولاأعرف هل هو شخص حقيقى ، أم حساب وهمى بهذا الإسم ، ضمن الأكاونتات الوهميه التى إبتلينا بها ، وتنامت وأحدثت شرخا فى المجتمع لتهاون الأجهزه المعنيه فى التصدى لهم ، فإذا كانت الأولى فهذا يعنى ضرورة الإنتباه لهؤلاء المغرضين والتصدى لهم بكل قوه ، وكشف سوءاتهم ، والدور الحقير الذى يلعبونه ويضر بالمجتمع أبلغ الضرر ، وإذا كانت الثانيه فهذا يعنى أن هناك حاقدين يتم إستخدامهم لتشويه كل شيىء ، وأى شيىء ، عبر الإسفاف ، والتعليقات ، فى محاوله للإيهام أن هذا يمثل رأى عام ، أو لخلق رأى عام وهمى ، وكلا الإحتمالين كارثه مجتمعيه تعصف بالأخلاق ، وترسخ للموبقات فى وطننا الحبيب .

بحق الله .. حزين على بلدى لأن بها مثل هؤلاء الذين ضاع الحق بينهم لذا يؤلمهم أن أقدم الخير للناس ، وأن أرعى أسيادى المرضى ، ويمتعضون كلما ذكرت ذلك إنطلاقا من توضيح وتأكيد على مايبذل من جهد إنصافا بعد أن أصبحنا نتعايش مع الأكاذيب ، وحتى لو كان منطلقه خوض الإنتخابات البرلمانيه لاضير ، فاليكن كشف حساب عما أقدمه من خدمات لأن هذا ليس نقيصه بل من الطبيعى أن أفعله ، ويفعله أى شخص يبذل هذا الجهد وينوى الترشح للإنتخابات البرلمانيه ، مع ذلك يعلم الله أننى أفعل ذلك حسبة له تعالى وإبتغاء مرضاته ، لأننى قولا واحدا لن أرشح نفسى ، لإعتبارات كثيره منها أن المناخ العام فى وجود تلك العقليات هو مناخ موبوء لايؤسس لإحترام ، بل سيدفع حتما لأن يغادر بلدتنا من يفوز فى الإنتخابات بلا عوده حتى لايوجع دماغه وسيتركهم جميعا يعضون أصابع الندم مما فعلوه ، وسيعود بعد ذلك نائبا رغم أنوفهم لو تم ترشيحه فى القائمه المحظوظه ، والأيام بيننا سنتذكر ذلك معا لو كنت من أهل الدنيا ، متمنيا أن تذكروه إذا كنت قد إنتقلت إلى دار الحق مودعا عالم الباطل ، وأعوان الضلال .

مؤلم أن اقول أن التشويه وإلقاء ظلال من الشك على صدق النوايا يمارسه مجرمون بحق ، لأنهم ينازعون الله تعالى العليم الخبير فى ألوهيته ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى القدير ، فيصدرون وكأنهم يعلمون مافى الصدور ، الأمر الذى معه يتعين أن نشير إليهم على سبيل التجريس لسوء خلقهم ، وهو أكبر عقاب وأعظم من عقاب الأجهزه المنوط بها حماية المجتمع ، والحفاظ على مقدرات الدوله ، والذى كان يتم فى زمن مضى عبر وضع مثل هؤلاء على الحمار بالمقلوب ويطوفون به شوارع المدينه .

خلاصة القول .. يتعين أن يدرك من لايعلم ، ومن يحاول طمس معالم الحقيقه ، ومن ينشد معرفة الحقيقه ، أن الحق أحق أن يتبع ، لذا يتعين تعظيم حرية الرأى والتعبير ، إنطلاقا من قناعه أنها أحد أبرز منطلقات علاج الخلل ، وتصويب الرأى ، وتقدم الوطن ، شريطة الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وألا يكون منطلق الرأى التطاول والتجريح وتسفيه الأمور ، وقلة الأدب ، لذا كان التصدى لمن يعبثون بقناعات الناس ، ويشوهون معتقداتهم ، ويروجون للأكاذيب ، وتطال سفالاتهم القامات ، من الضرورات ، لأنهم أصحاب نهج لعين سيلحقون الضرر بالمجتمع ، كما أن دحضهم واجب حتى تستقيم الأمور ولاتتوه الحقيقه ، ونستطيع الحفاظ على مقدرات الوطن ووحدة وسلامة أراضيه .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .